كاتب سعودي
لعل حادثة «فتاة تايلند» وما تبعها من ردود فعل وسوء فهم توضح بجلاء ما تتعرض له المملكة منذ عقود وحتى الآن من سوء فهم وشتم وجحود على صعيد الدول أو على صعيد بعض الرؤساء، الذين نتبنى دعمهم أو على صعيد الأفراد أو حتى الإعلاميين الذين يتعلمون ويعملون عندنا ثم ينفشون ريشهم وينقلبون علينا، يتساوى في ذلك الرؤساء (عبدالناصر وصدام حسين وعلي عبدالله صالح وياسر عرفات والقذافي والأسد أو من هم دونهم من رؤساء حكومة أو وزراء)، أو كوكبة من الكتاب والمذيعين الذين دأبوا على استهدافنا حتى صار شتم المملكة سنة ونهجاً يتكسب به البعض عند مريديهم أو في برامجهم الانتخابية. وبصراحة فإن هذا الأمر قد أهمني وأشغلني، ما دفعني للكتابة عنه مرات ومرات، كما جعلته محور نقاش في أكثر من حلقة ضمن برنامجي «الأسبوع في ساعة»، وما زلت أظن أن هذا الأمر يجب أن يرقى من مستوى النقاش الاجتهادي الفردي لأن يكون جهداً مؤسسياً على مستوى الدولة، بمعنى أن يتم تشكيل إدارة للأزمات التي تستهدف المملكة خارجياً أو داخلياً والتي يتم توظيفها للنيل من المملكة وتشويه سمعتها، خاصة في ظل وجود بعض الخلافات والاجتهادات السياسية، أو عند تبني مواقف مضادة تخرق الصف العربي أو الإسلامي، ونحن ندرك أن من طبيعة الحياة هو الخلاف والاختلاف في ظل التنافس بين الدول وما تفرزه بعض المواقف من شد وجذب ومناكفات، لكن بالمقابل لا يجب أن نسمح للتجهيل والتضليل والكذب الذي يحدث بحق المملكة أن يسيطر ويسود على قنوات الإعلام المرئية والمكتوبة لمجرد أننا لا نحسن توقيت الحضور أثناء اندلاع الأزمة بل ونتأخر كثيراً ثم نأتي لنرد ونوضح بعد أن يكون قد أنهكنا الكذب وأصم آذاننا الصوت المرتفع وشتت أبصارنا سوء الفهم والكيد الذي يتقاطر علينا من كل الجهات.
لذلك علينا أن نبادر باستحداث وظيفة متحدث رسمي يمثل وجهة نظر الدولة، مع خلق هيئة لإدارة الأزمات ليوكل إليها مهمة التصدي عاجلاً لكل الحوادث الطارئة الكبيرة أو تلك الصغيرة التي يتم نفخها وتكبيرها، على أن تتولى هذه الهيئة التنسيق مع السفارات والممثليات السعودية في الخارج، وأن تدار العملية الإعلامية باحترافية تجعل المبادرة والشفافية في الرد والتوضيح هي خير وسيلة للدفاع.
المصدر: عكاظ