بداية الخطوات خطوة، وبداية الأفكار فكرة، وهكذا تنمو الأشجار من بذرة، وتتسع الأنهار من قطرة، والأشياء لا تلبس سندسها إلا من سحابات ممطرة، الإمارات عانقت الفضاء، وارتدت حلل الرخاء على أيدي أبنائها البررة النجباء فتجلت بلادنا في الحلم، واقعاً يخطو خطوات الليوث الأنقياء، وسارت قوافل الخير تبغي الفضاء، تبغي اكتشاف ما لم تصله عين.
وعندما يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن أن حجم قطاع الفضاء في الدولة يبلغ 20 مليار درهم، ويعمل عليه فريق نسبة التوطين فيه 100%، هذا يعني أن الهدف واضح والرؤية صريحة، والإرادة قوية، والتصميم راسخ، بأن الإنسان الإماراتي هو الساق والمساق، هو عين الرضى والأشواق، هو القصيدة العصماء، معلقة على جدار الآفاق، فلا نطاق ولا انعتاق من هذا الصرح المصرح به غريزة وهوية ومبادئ لا يمكن أن تكون إلا لأجل الإنسان ولأجل رقيه وتقدمه وتطوره وضوئه وعذوبة مائه وصفاء فضائه.
حيث سموه يطلق أجنحة الطير كي يغرد ويسرد ويكد ويجد بلا حد أو سد، ويمضي بالقدرات إلى ما لا نهاية، ولا نهاية لطموحات الإمارات وأبنائها، لأنهم من الصحراء أخذوا الاتساع، ومن البحر نالوا حق المشاع ومن الجبال ارتقوا عوالم بلا ارتفاع ولا قاع هي اللانهائية في الجموح والطموح، هي اللا سقوف في التحدي والتواصل مع الآخر، هي الحلم إذا ما أصبح واقعاً يشع بنور التفوق والتدفق والتألق والتأنق، هي الواقع في حد ذاته إذا تحدى ذاته، وانطلق بأشواق الطير من أجل الخير للناس جميعاً، للأرض كي تعشب.
وللأقلام كي تكتب عن تاريخ بلد، عن زهرة، رفرفت في الصحراء، فصارت تبلاتها مكاناً للعطر ومنطقة للسّحر والسّحر.
كلام سموه يضع بذور النبتة عند المكان الخصيب، في الركن الخضيب، وإنسان الإمارات الأمل وشعاع المقل، هو الأصل في الصورة والمشهد، هو النصل في الوجود والتواجد، هو الفصل في الكتاب، وهو المقدمة والخاتمة، هو القدرات السابحات في فضاء القيم، هو الخبرات المتراكمة، وهكذا تسير القافلة، تسير عبر شعاب وهضاب وتحقق المعنى والمغزى، وتؤكد دوماً أن الإمارات في المقدمة في استثنائية العطاء وتميز الوفاء.. الإمارات في الفضاء، الإمارات عندما قامت وهامات الغيوم، هناك تسكن نجمة كبرى، تنافح الكبار، والإمارات في المشهد صورة ملونة بالقيم العالية والشيم الراقية ونخوة الجياد في ساحات الوغى، في باحات السعي، في محيطات تطوي أمواجها سواحل ومناهل ومجاهل.
الإمارات في الفضاء سحابة تنث القطرات وتبث الزهرات وتنثر عبق الحياة في شرايين الحياة لتبقى الحياة، الناموس، الناقوس، وغابة تحرسها وردة ومغردة وتغريدة الطير المجنح في فضاء إطلالته نجمة ونافذته نعمة الذين يسخون للعلم، من أجل العلم ويثرون العقول بسخاء لا يكل، وعطاء لا يمل وقوافل الانثيال مستمرة في سفرها نحو الغايات لأجل رايات مرفوعة، وساريات فضاؤها السماء وأرضها راحة من يحمل المجد بين كفين وحاجبين ويرنو للأفق بعينين وفؤاد كاللجين.
المصدر: الإتحاد