كاتب سعودي
كتبت مرارا وسجلت في عدد من المقالات اعتراضي وتحفظي على الشخصية أو الممارسة السلبية للمواطن داخل وطنه من حيث السلوك العام المخترق – غالباً- لأنظمة وقوانين المرور والسير العام والالتزام بالنظافة في الشارع وفي الحدائق العامة، وذكرت كيف أن المواطن يضطر رغما عنه للالتزام بكل ذلك خارج وطنه، لكنه لا يعير لذلك بالا فور عودته، وهذا تأكيد على أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والسلطان هنا هو النظام الصارم وتطبيق قانون العقوبات دون واسطة أو محسوبية.
وفي مدينة زيلامسي في النمسا تواجد خلال هذا العام والأعوام القريبة الماضية أكثر أهلنا من أهل القرآن، وكما هو ظاهر ومشاهد في الواقع والصور المنقولة فإن أكثر طبقات السائحين في زيلامسي هم من العوائل والأسر المحافظة والملتزمة بالحجاب الإسلامي، لكن هذا الالتزام للأسف الشديد معظمه مقتصر عند بعض إخواننا في العبادات ومنفلت في المعاملات.
وكان الأحرى أن يكونوا الأشد حرصا والأكثر التزاما تبعا لالتزامهم باللباس الإسلامي حتى يرسموا صورة حضارية ناصعة لديننا الإسلامي العظيم الذي أعطى للطريق حقه وأعطى للآخر حقه ونهى عن الإيذاء والإفساد.
لقد ضاق أهل التشيك وأهل النمسا ذرعا بسلوكياتنا وممارساتنا التي لم تراع الذوق العام ولا الحفاظ على البيئة ولا على حقوق الحيوان.
حيث يقوم سياحنا الأكارم بترك مخلفاتهم بالحدائق دون مراعاة للنظافة ووضعها في سلال القمامة، بل ويمارسون الطبخ في هذه الحدائق، وفي الأراضي المزروعة وهذه التجاوزات بدورها دفعت برلمان سالزبورج بناء على اقتراح النواب لدعوة الحكومة المركزية للحد من استقبال السياح العرب الكويتيين والسعوديين وذلك لعدم الرغبة في دخولهم البلاد وهم على هذا النحو السلوكي المتفلت من صرامة القوانين والأنظمة.
يا سبحان الله.
كنت أستكثر على بعضنا الازدواجية في الشخصية والالتزام والانضباط في الخارج ثم النكوص في الداخل كما هو واضح في استخدامنا للطرق وللسيارات، وكما هو مشاهد من عدم الالتزام بالنظافة من خلال المقذوفات التي تتطاير من نوافذ المركبات، لكن الأمر تعدى حده واستطاع المواطن أن ينقل سلوكه المشين حتى إلى الخارج.
هذا تطور سلبي ومشين بحق كل المواطنين المتحضرين والملتزمين حقيقة بالسلوك الإسلامي مضمرا ومخبرا، لكن فئة كبيرة منا لا زالت للأسف تحصر الإسلام في السمت الظاهر والملمح الخارجي.
إن أي سلوك خارج عن القانون ممن لا يلتزم – أو لا تلتزم – اللباس والمظهر الإسلامي أهون كثيرا رغم شناعة ذلك – من الملتزم الذي يقول للآخر إنه يحمل الهوية الإسلامية، لكن رغم ذلك يمارس هتك القانون، ولا يرعى النظام، بل ولا يرعى المثل الدارج “يا غريب كن أديب”.
إن ما يحدث من تشويه لسمعة المواطن السعودي العربي المسلم في الخارج هو تجنٍ وتعدٍ على الدين، وكذا على صورة وسمعة المواطن اللتين ستنتهكان بكل استرخاص دون ردع من الدولة التي يجب أن تتخذ إجراء في هذا الشأن.
المصدر: الوطن أون لاين