رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
يجب ألا نستغرب، كثيراً، المقالات التي تنشر في صحف بريطانية وأوروبية وغيرها، والتي تتحامل على الدولة بشكل غريب وساذج في بعض الأحيان، فهؤلاء الكتاب الأجانب متأثرون بتقارير تلك المنظمات الأجنبية المعروفة، في حين أنهم لا يعرفون شيئاً عن تاريخ الإمارات وحاضرها، ولا يرون الإنجازات التي تحققت، لأنهم قيدوا أنفسهم بأحكام انطباعية، تتلاءم مع عواطفهم ومشاعرهم غير النبيلة تجاهنا!
هم وغيرهم من الأجانب غير المنصفين، ومن العرب ذوي الأجندات، المدفوع لهم سلفاً، يرون أن مشروعات التنمية في الدولة مشروعات مرهونة بظروف وقتية، ونحن يجب ألا نهتم، ولا نلومهم على هذه الانطباعات، فهم لم يعيشوا في الدولة، ولا يعرفون الكثير عنها، لكننا نلومهم فقط على تحاملهم وسذاجتهم أحياناً، لأنهم يكتبون ما لا يعرفون، ويتبعون انطباعات ومعلومات مغلوطة، وتالياً فإنهم يبتعدون ـ في الأغلب ـ عن الموضوعية والدقة.
يعتبرونها مؤقتة، لأنهم اعتادوا ذلك من رؤسائهم وقادتهم ورؤساء الأحزاب، فكل مرشح للرئاسة يبدأ حملته الانتخابية بوعود انتخابية، لا تخرج عن أشياء حياتية مهمة للشعب، أولها معالجة البطالة، والتأمين الصحي، ورفع مستوى الاقتصاد، وتخفيف وطأة الضرائب، ويركز ـ بشكل كامل ـ على الشؤون الداخلية، لكن بمجرد تسلمه السلطة ينسى كل ذلك، بل يعمل خلافه، فيبدأ بالتفكير في تنويع الضرائب لزيادة أموال الخزانة، ويقف عاجزاً عن توفير الوظائف، ثم يتحايل على الفشل الداخلي بالانطلاق نحو الخارج فيفتعل الأزمات، ويشتت الأنظار عن الفشل!
هذا واقع لديهم، ولن يتخيلوا أنه غير موجود هنا، لن يفهموا ولن يستوعبوا أن مشروعات التنمية في الإمارات، بدأت منذ 41 عاماً، عندما بدأ «ربيع الإمارات»، على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، في ذلك الوقت لم يكن العالم يعرف شيئاً عن هذه المنطقة، لكن زايد وراشد كانا يخططان ويعملان ويجتهدان من أجل رقي البشر، وتطوير المدن، ورفاه إنسان الإمارات، عرفا حقوق البشر قبل أن تطأ أرجل أصحاب المنظمات هذه البقعة من العالم!
شعب الإمارات يعيش «ربيعاً»، لم تتوقف نسائمه، منذ 41 عاماً، فلقد اعتاد مشروعات التنمية والتطوير في كل الأنحاء، ولا تكاد تخلو منطقة في شرق البلاد ولا غربها، من «شعبية زايد»، و«شعبية راشد»، والمساكن والأراضي والمنح والقروض السكنية توزع على المواطنين، والمشروعات الاقتصادية والاجتماعية تنفذ في كل مكان، وبسببها ارتفع مستوى الرفاه والحياة في الإمارات، ومستوى الإحساس بالسعادة لدى أهل الإمارات، واستمر هذا النهج إلى هذا اليوم، و«حزمة» مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، التي عمت الإمارات الشمالية بمشروعات طرق وإسكان ومياه، وغيرها، دليل واقعي على ذلك، إذ إن مفهوم المناطق «النائية» لم يعد موجوداً هنا، مثل مفهومه في كثير من الدول، فهل يدرك هؤلاء الأجانب، وغيرهم، أن شعب الإمارات في غنى عن «ربيعهم» المزعوم!
ما حدث هنا، وما يحدث يومياً من عمل وتطور وجهد، أمر يصعب عليهم تفسيره، وفقاً لمعطياتهم وأفكارهم، فلا نجاح ولا تطور دون اعتناق أفكارهم، هذا ما يريدون إقناعنا به، في حين أن المنطق والواقع أثبتا تفوق الإمارات ونجاحها، بخصوصيتها ونظامها وقادتها وشعبها، وهي اليوم ـ وفقاً للتقرير السنوي للمركز العالمي للتنافسية ـ تحتل المركز الخامس عالمياً، كأفضل دولة تدير مدنها وتؤمن لمواطنيها نوعية حياة أفضل، متجاوزة أميركا وبريطانيا وألمانيا، أليس من الأجدر بهم الآن أن يتركونا وشأننا، ويتفرغوا لتأمين حياة كريمة لمواطنيهم، كما فعلت الإمارات؟!
المصدر: الإمارات اليوم