ارتفعت إيجارات وحدات سكنية في رأس الخيمة خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسب تراوحت بين 20 و30% في بعض المناطق، مقارنةً بذات الفترة من العام الماضي، حسب مسؤولين عقاريين في الإمارة.
وأرجع هؤلاء ارتفاع الإيجارات إلى الطلب المتزايد مع نقص المعروض نتيجة تراجع عدد البنايات الجديدة التي دخلت السوق، والتي لم تكن كافية لمواجهة الطلب المرتفع والمدعوم بنمو عدد الشركات العاملة في مجال البنية التحتية وزيادة عدد المصانع ذات العمالة الكثيفة، إلى جانب الإقبال الكبير على القطاع التعليمي بالإمارة بجميع مراحله، خصوصاً من الجاليات العربية المقيمة بالدولة.
وشهدت الإمارة منذ بداية العام الجاري إقبالاً كبيراً على قطاع الأراضي مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما انعكس على ارتفاع قيمة هذه الأراضي بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي.
وحققت مناطق كورنيش القواسم والمعيريض والنخيل وخزام، والعريبي والظيت أعلى نسب ارتفاع في قيمة الإيجارات، بسبب الطلب المتزايد على تلك المناطق وقربها من الخدمات والدوائر الحكومية ومجمعات المدارس، حيث ارتفع إيجار الشقة ذات الغرفتين، وهي الوحدات الأكثر طلباً لتسجل 45 ألف درهم مقارنة مع 35 ألفاً العام الماضي، وارتفعت قيمة إيجار الغرفة وصالة لتسجل 34 ألفاً خصوصاً في منطقة كورنيش القواسم، مقابل 20 ألفاً خلال العام الماضي.
نهضة اقتصادية
وقال هاني البربري مدير مكتب «الحمد للعقارات»، إن ارتفاع القيمة الإيجارية في إمارة رأس الخيمة بنسب كبيرة مقارنة بالعام الماضي يعود للنهضة الكبيرة التي تشهدها الإمارة في القطاعات الرئيسية كالصناعة والسياحة والتجارة والبنية التحتية والتعليم، لافتاً إلى أن السوق استوعب البنايات الحديثة التي دخلت خلال الفترة الماضية بسرعة.
وأكد أحمد محمد من مركز رأس الخيمة التجاري أن الطلب المتزايد على الإيجارات في إمارة رأس الخيمة حرك الأسعار بنسب متفاوتة بدأت بـ5% في بداية العام الجاري ثم ارتفعت بمعدلات شهرية لتتراوح حالياً بين 20 و30% مقارنة مع العام الماضي.
وأضاف «هناك زيادة في الطلب على الإيجارات في إمارة رأس الخيمة منذ بداية العام الجاري أسهمت بشكل مباشر في ارتفاع قيمة الإيجارات خصوصاً في البنايات الحديثة التي دخلت السوق خلال الفترة الماضية».
وتابع: وجود العديد من الجاليات العربية في الإمارة والتي تفضل الإقامة في رأس الخيمة نظراً إلى انخفاض قيمة الإيجارات مقارنةً بإمارات مجاورة، إلى جانب نمو قطاع التعليم بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية واستيعابه العديد من الطلاب ونمو عدد الشركات، كل ذلك أسهم بشكل رئيسي في زيادة الطلب على الإيجارات بالإمارة.
وأشار إلى أن التحرك شمل جميع الوحدات المطلوبة للإيجار، حيث ارتفعت قيمة إيجار الشقة ذات الغرفة الواحدة من 20 إلى 35 ألف درهم تقريباً بمنطقة كورنيش القواسم، فيما سجلت الوحدة ذات الغرفتين 50 ألفاً ارتفاعاً من 30 ألفاً في السابق، كما ارتفعت الشقة ذات الغرف الثلاث من 40 إلى 60 ألفاً.
ارتفاع الطلب
وقال بلال البلوشي رئيس مجلس إدارة مكتب «التقدم للعقارات»، إن هناك طلباً متزايداً من المستثمرين على الفيلات والبيوت بالإمارة خصوصاً من قبل المستثمرين الخليجيين، كما أن هناك إقبالاً على قسائم الأراضي، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار هذه البيوت والفيلات والقسائم مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن سعر الفيلا يتراوح بين 900 ألف ومليون درهم، حسب المساحة، بينما تراوح سعر القسائم بين 600 و800 ألف درهم، حسب الموقع والمساحة، خصوصاً في جلفار وخزام. ولفت إلى وجود فجوة حالياً بين العرض والطلب في قطاع الإيجارات وهو ما تسبب في ارتفاع القيمة الإيجارية بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف: منطقة الظيت تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة إلى المواطنين ويتراوح سعر القسيمة بين 450 و650 ألف درهم حسب الموقع.
وتابع: حافظت العقارات القديمة على مستوياتها السابقة ببعض المناطق مثل النخيل والمعيريض، فيما سجلت ارتفاعاً بنحو 50% في مناطق كورنيش القواسم ورأس الخيمة القريبتين من المصالح الحكومية والتي يفضلها الكثير من الموظفين.
طفرة عقارية
وقال أحمد واصل مسؤول الإيجارات في «الحمد العقارية» إن السوق العقاري في رأس الخيمة بات يشهد طفرة كبيرة منذ منتصف العام الماضي حتى الآن مدفوعاً بالعديد من العوامل المهمة وفي مقدمتها عدم تأثر الإمارة بانخفاض أسعار البترول واستمرار المشروعات التنمية والتوسع في جلب المزيد من الشركات والمصانع للعمل في الإمارة.
كما أسهم حل مشاكل نقص الكهرباء في الإمارة في دخول المشروعات الكبيرة للسوق العقاري بقوة مثل مشروع ميناء العرب الذي زاد الإقبال عليه خلال الفترة الماضية بصورة كبيرة وغير مسبوقة نظراً لتميز موقعه، حسب واصل.
وأشار إلى أن بعض البيوت العربية والفيلات التي أُجريت لها صيانة خلال العامين الماضيين دخلت السوق في مناطق الظيت والمعيريض والمعمورة والنخيل، وكانت هذه البيوت قد شهدت في العامين الماضيين تراجعاً كبيرًا في الإقبال عليها نظراً إلى عدم اهتمام بعض الملاك بصيانتها، بسبب ضعف المردود منها، لافتاً إلى أن تلك البيوت تؤجَّر حالياً بقيمة تتراوح بين 18 و25 ألفاً حسب الموقع وعدد الغرف والتكييفات.
وأكد واصل وجود طلب متزايد من قبل المستثمرين العرب والمواطنين على شراء الفيلات والبيوت وهو ما تسبب في رفع أسعار هذه البيوت أيضا بنسبة تتراوح بين 20 و25% مقارنةً بالسابق، لافتاً إلى أن المواطنين يفضلون منطقة الظيت لشراء البيوت بها وكذلك المناطق القريبة منها مثل الدقداقة والخران والسيح.
بنايات حديثة
وقال محمد طه مسؤول عقاري بـ«المرفأ للعقارات»، إن الطلب على قطاع الأراضي بإمارة رأس الخيمة بدأ يتزايد بشكل تدريجي خصوصاً على مناطق مثل الظيت والمعيريض وجلفار ومدينة الشيخ خليفة والخران والقصيدات والعريبي، وغيرها، مشيراً إلى أن القسائم ذات الموقع المميز في دفان المعيريض يتراوح سعرها بين 900 ألف ومليون درهم، بينما يتراوح سعر القسائم الداخلية بين 450 و500 ألف درهم.
وأوضح سيد محمدين من «حمد للعقارات» أن البنايات الحديثة لا تزال في مقدمة الطلب بالنسبة للمستأجرين الجدد، مشيراً إلى أن تفوق الطلب على العرض للمرة الأولى منذ بداية العام الجاري أفقد السوق العقاري في رأس الخيمة حالة التوازن الكبيرة في الأسعار التي شهدها خلال السنوات الخمس الماضية والتي تراجعت فيها الإيجارات نحو 40% عن سنوات الطفرة التي امتدت حتى العام 2010.
وأضاف: يتراوح سعر إيجار الشقة في البنايات القديمة بين 25 و30 ألفاً للغرفتين، والثلاث غرف وصالة بين 35 و45 ألفاً، بينما يبلغ متوسط إيجار الاستديو نحو 18 ألفاً.
التوازن بين العرض والطلب
قال نديم أسعد بونجم، مدير وربة للعقارات «إمارة رأس الخيمة شهدت منذ بداية العام الجاري طلباً متزايداً على الإيجارات بمختلف المناطق، وهو ما انعكس بصورة سريعة على قيمة الإيجارات، في ظل قلة المعروض من البنايات السكنية الجديدة التي تلبي هذه الزيادة التي أوجدتها حالة النمو التي تشهدها الإمارة، وزيادة عدد الشركات العاملة في مجال البنية التحتية، وكذلك زيادة عدد المصانع والشركات التجارية، والنهضة التي يشهدها قطاع التعليم».
وأوضح بونجم أن 15 بناية سكنية فقط دخلت السوق بداية من العام الجاري، بجانب عدد قليل من البيوت العربية الجديدة والفلل، والتي لم تكن كافية لتلبية الطلب المتزايد، وبالتالي تحقيق توازن العرض والطلب، والذي يؤدي بدوره إلى ثبات قيمة الإيجارات أو تحركها صعودا وهبوطاً بنسب لا تتراوح 5%.
وبين بونجم أن هناك إقبالاً كبيراً على البيوت العربية والفلل سواء للشراء أو للإيجار، خاصة أن هذه البيوت تعتبر الأقل سعراً بالمقارنة ببقية مناطق الدولة، حيث يتراوح إيجارها في منطقة خزام بين 45 و55 ألف درهم للفيلا ذات الثلاث غرف ومجلس، وترتفع هذه القيمة إلى 60 ألفاً للوحدات الجديدة، فيما ترتفع قيمة القيمة الإيجارية للفيلا المؤلفة من طابقين إلى 80 ألفاً، حسب الموقع.
وتابع: «هناك إقبال متزايد على مناطق مثل العريبي والقصيدات والمعمورة والظيت وخزام والنخيل»، مشيراً إلى أن طلباً متزايداً على شراء البيوت والفلل بصفة عامة في الإمارة، حيث يتراوح سعر الفلل في هذه المناطق بين 700 ــ مليون درهم ببعض المناطق، ويرتفع في مناطق الظيت والرفاعة وجلفار، ليسجل مليوناً و200 ألف درهم، وبالنسبة للفيلا دورين بناء حديث يصل سعرها إلى حوالي 3 ملايين درهم، حسب التشطيبات والمساحة والموقع».
المصدر: الإتحاد