كاتب و مدون سعودي
اعتدنا كـ كتاب وصحفيين على الخوض في تحليل المستجدات التي تعيشها الدول والقلاقل التي تهز الأنظمة، والاكتشافات التي تفخر بها الشعوب، وذلك لنكسب الأسبقية التي هي الركيزة الأهم لتميز الإعلامي أو الكاتب.
لن أحاول هنا أن أحقق الأسبقية، ولكني سأحاول أن ألخص لكم أحبتي مستجدات وقلاقل واكتشافات دولة ذات مواطنين، ويحكمها نظام يبدو أنه لم يعد على وفاق مع تاريخه، دولة عرفناها بـ”جمهورية الفيسبوك” مفجرة الثورات وحاسمة الانتخابات.
لا أعتقد أن هناك الكثيرين ممن سيعارض القول بأن الدور الذي لعبته هذه الجمهورية في إحداث التغيير على المستوى الأممي كان كبيرا، وفي ذات الوقت لا أعتقد أن المتابع المحايد سيختلف معي عندما أقول بأن هذا التكوين البشري والتقني أصبح يتجه شيئا فشيئا نحو الهاوية.
فرغم الإعلان مؤخرا عن أن “فيسبوك” تعمل بالتعاون مع شركة “إتش تي سي” التايوانية، على تطوير أول هاتف ذكي يحمل علامتها التجارية بحيث سيتم إطلاقه منتصف 2013 أي بعد أقل من عام، ورغم إعلانها كذلك عن إطلاق موقع جديد يحمل اسم “قصص فيسبوك” Facebook Stories تقوم فكرته على السماح للمستخدمين بإرسال قصصهم الواقعية التي حصلت معهم والتي يعتقدون بأنها مثيرة للاهتمام؛ إلا أن الموقع ما زال يخسر مشتركيه من جهة، ومن جهة أخرى تتكشف حقيقة الأرقام الفلكية التي كانت تعلن، حيث كشفت الشركة ذاتها أن الأرقام التي أعلنتها سابقا عن عدد المشتركين لديها هي غير دقيقة، نظرا لكون أكثر من ٨٣ مليون مشترك يشكلون حوالي 8.7% هي عبارة عن حسابات وهمية.
وكأن هذه الدولة المشاكسة لم تكتف بكل تلك المشاكل ليفيق مؤسس الموقع “مارك زوكيربورغ” ويكتشف أن شقيقته الصغرى “أريال” قد انضمت إلى موقع “جوجل” أكثر منافسي “فيسبوك” شراسة إلى جانب استقالة إيثان بيرد مدير “شراكة المنصات” وكايت ميتيك “مديرة تسويق المنصات” وجوناثان ماتوس مدير “تسويق منصات الموبايل” وذلك على إثر فضيحة تسويقية فجرتها شركة Limited Run والتي كشفت أنها أقامت حملة إعلانية على “فيسبوك” اكتشفت فيها بأن نحو 80% من النقرات التي حصلت عليها تقوم بها برامج أو ما يُعرف بالـ Bots ولا يقوم بها مستخدمون عاديون مما هز أسطورة التأثير التسويقي المضمون للشبكة.
إذا لا غرابة في أن سهم هذه الدولة الأممية بدأ ينحدر تدريجيا نحو الهاوية، ولعل بعض تلك المشاريع المعلنة هي الصرخة الأخيرة لتقول على وزن “فهمتكم” بأننا سنستمر في التطوير، في وقت أعتقد أن كل ما تحتاجه هذه الدولة هو الاعتراف بأن دورها الحقيقي قد انتهى، ولتعيد بعد ذلك اختراع نفسها بطريقة تضع في اعتبارها المنافسة “التويترية” و”الإنستجرامية” و”الغوغل بلاسيه”.
المصدر: الوطن اون لاين