واصلت الصحف الأميركية اهتمامها بالأزمة التي تشهدها المنطقة نتيجة التعنت القطري واستمرارها في إيواء الإرهابيين وتدعيم علاقاته مع إيران. وفي هذا الإطار قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إنه مع انتهاء الموعد المحدد للمهلة التي منحتها الدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر، دون تلبية الدوحة مطالبهم فإن العداء الجيوسياسي رفيع المستوى الذي تشهده المنطقة من المتوقع أن يمتد عدة أشهر، مضيفة أن الوضع زاد سوءاً مع تعهد الدول العربية بمواصلة الضغط عليها من خلال القطيعة الجارية معها على الصعيد الدبلوماسي والتجاري.
وأشارت إلى إعراب وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر عن خيبة أملهم الكبيرة إزاء الرد الذي تقدمت به قطر على المطالب التي قدمتها هذه الدول، ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية سامح شكري، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أول أمس الأربعاء، بحضور نظرائه من السعودية والإمارات والبحرين، القول «إن دور قطر كمخرب لا يمكن أن يغتفر».
وتقود الدول الداعية لمواجهة الإرهاب حملة مشددة على قطر، لإجبارها على التراجع عن دعم الجماعات المتطرفة مثل طالبان والإخوان، وشملت الحملة قطع العلاقات الدبلوماسية وغلق الطرق البحرية والجوية والبرية، للضغط على اقتصادها، وفي 22 يونيو الماضي، منحت هذه الدول قطر 10 أيام لتنفيذ قائمة من 13 مطلباً تشمل إغلاق قناة الجزيرة، والحد من العلاقات مع إيران وإنهاء الوجود العسكري التركي على أراضيها.
وسلطت الصحيفة الضوء على تعقل الدول العربية واتخاذهم مساراً أكثر هدوءاً لحل الأزمة، وقالت «نيويورك تايمز» إن الأزمة أثارت قلق العديد من الدول الغربية التي تشعر بالقلق إزاء المصالح العسكرية والتجارية والطاقة الحيوية، وسط خشية من أن تتحول المنطقة إلى وضع خطير ولا يمكن التنبؤ به.
وأضافت أن المواجهة كان يمكن لها أن تتطور إلى وضع أكثر خطورة، لكن الوزراء الذين اجتمعوا في القاهرة، تجنبوا فرض عقوبات جديدة على قطر، وحاولوا بدلًا من ذلك إعادة صياغة مطالبهم كمجموعة من المبادئ العامة لمكافحة التطرف وعدم زعزعة استقرار الدول، في حرص واضح على مصالح الشعب القطري. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن السعودية ملتزمة بحربها ضد الإرهاب، لكنها لا يمكن أن تبقي على قطر كحليف وغض الطرف عن ممولي الإرهاب ممن يعملون علناً على أراضيها، فضلاً عن المتطرفين لديها.
وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي ترامب يبدو مصمماً على أن يجعل من قطر مثلاً بالنسبة للدول الراعية للإرهاب، وقالت إن مساعديه يشيرون إلى أنه مصمم على المضي قدماً في دعم آراء الدول الداعية لمكافحة الإرهاب باتخاذ إجراءات ضد الجزيرة وجماعة الإخوان داخل قطر حتى وإن كان ذلك ضد رغبة الدوحة. بدورها، سلطت صحيفة وول ستريت جورنال على العواقب الاقتصادية التي تواجهها قطر جراء تعنتها، قائلة إنه إذا استمرت العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول العربية فإن الاقتصاد القطري سوف يعانى كثيرًا. وأشارت إلى اعتراف وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال لقاء بمركز شاثام هاوس في العاصمة البريطانية لندن، الأربعاء، بأن بلاده تدفع 10 أضعاف المعدل الطبيعي لشحن المواد الغذائية وغيرها من السلع إلى البلاد عبر طرق بديلة.
المصدر: الاتحاد