أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، أن التوصل إلى هدنة طال أمد مفاوضاتها لإرساء وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، لا يزال ممكناً، لافتاً إلى أن بعض طلبات حركة «حماس» على المقترح الأخير «قابلة للتنفيذ»، وقال إنه لن يُسمح لحماس بتقرير مصير المنطقة، و«سنطرح أفكاراً لليوم التالي للحرب في غضون أسابيع»، في وقت أكد البيت الأبيض أن «حماس» اقترحت تغييرات طفيفة على اقتراح وقف إطلاق النار، في حين نفت «حماس» طرح أفكار جديدة، وذكرت مصادر مطلعة أنها تريد ضمانات مكتوبة من واشنطن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
قال وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها على سد الفجوات و«إتمام اتفاق» وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف أن الولايات المتحدة راجعت الاقتراحات التي قدمتها «حماس»، أس الأول الثلاثاء، مضيفاً أن «بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك». وقال «لذا يتعين علينا أن نرى على وجه السرعة خلال الأيام المقبلة، ما إذا كان من الممكن سد هذه الفجوات»، لكنه اعتبر أن المسؤولية تقع على عاتق «حماس»، واصفاً بقية العالم بأنه متّحد في السعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر. وأكّد بلينكن مجدداً، أن إسرائيل تقف وراء مقترح وقف إطلاق النار، رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يؤيده رسمياً، ولديه أعضاء في الحكومة اليمينية المتطرفة تعهدوا بتعطيله. كما سلط بلينكن الضوء على القلق الرئيسي للولايات المتحدة مع حليفتها، وهو أنها لا تملك خطة لليوم التالي بعد انتهاء الحرب. وقال إن واشنطن ستقدم «في الأسابيع المقبلة… عناصر رئيسية لخطة اليوم التالي، بما في ذلك أفكار ملموسة إزاء كيفية إدارة الحكم، والأمن، وإعادة الإعمار». وجدد بلينكن دعوته إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل ولبنان، وقال إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة سيكون له تأثير كبير في تخفيف التوترات.
لكن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان قال، أمس الأربعاء، إن التغييرات التي اقترحتها حركة «حماس»على اقتراح وقف إطلاق النار طفيفة، وإن الولايات المتحدة ستعمل مع مصر وقطر على سد الفجوات في الاقتراح. وأضاف «العديد من التغييرات المقترحة طفيفة ومتوقعة. وتختلف تغييرات أخرى بشكل جوهري عمّا تم تحديده في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
من جهته، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن هناك دعوة واضحة وحازمة لإنهاء الحرب في غزة. وقال خلال المؤتمر الصحفي مع بلينكن، إن المقترح الحالي لوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني هو الطريقة المثلى لسد الفجوات بين حركة حماس وإسرائيل. وأضاف «نشهد تحولاً في هذا الصراع في الفترة الماضية، وهناك دعوة واضحة وحازمة لإنهاء هذه الحرب».
من جهة أخرى، نفى القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان، طرح الحركة أفكاراً جديدة في مقترح وقف إطلاق النار في غزة، رداً على تصريحات بلينكن. واعتبر حمدان أيضاً خلال حديث تلفزيوني، أن وزير الخارجية الأمريكي «جزء من المشكلة، وليس جزءاً من الحل» في صراع غزة. وقال حمدان «نحن في كل ما قدمناه أكدنا التزامنا بما قُدم في يوم الخامس من مايو/ أيار، من مقترح قدمه الوسطاء، نحن لم نتحدث عن أفكار ومقترحات جديدة، نحن تحدثنا عما التزمنا به، وعما قدمه الوسطاء كتعهد، أو أنه كفكرة مقبولة لدى الوسطاء». وأكد أن إسرائيل هي التي ترفض المقترحات، واتهم الإدارة الأمريكية بمجاراة حليفها المقرب للتهرب من أي التزام بمخطط لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة. كما طالب حمدان بضمانات من الوسطاء لأن «إسرائيل في كل مرة كان تزعم موافقتها ثم تتراجع عنها». وفي هذا الصدد، أكد مصدران أمنيان مصريان، أن حركة «حماس» تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة لتوقيع اقتراح الهدنة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مصريين ومصدر ثالث مطلع على المحادثات قولهم إن «حماس» لديها مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل هدنة لستة أسابيع وإطلاق سراح بعض الأسرى، للمرحلة الثانية التي تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل. وقال المصدران المصريان: «حماس ستقبل بالخطة إذا حصلت على ضمانات، وإن مصر على تواصل مع الولايات المتحدة بشأن ذلك المطلب».
إلى ذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقرير لمجلس الأمن الدولي، بقوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، وحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، لضلوعها في قتل وتشويه أطفال في عام 2023، وأدرجهم على قائمة عالمية سنوية لمرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال. (وكالات)
المصدر: الخليج