أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن تفاعل الشباب الإماراتي الإيجابي الكبير مع تمديد الخدمة الوطنية إلى 16 شهراً، يجسّد عمق ارتباطهم بقواتهم المسلحة الباسلة.
وقال سموه عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تفاعل الشباب الإماراتي الإيجابي الكبير مع تمديد الخدمة الوطنية إلى 16 شهراً، يجسّد عمق ارتباطهم بقواتهم المسلحة الباسلة، كما يعكس نجاح تجربة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية في برامج الخدمة الوطنية، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من بناء الهوية وصنع شخصية شبابية مليئة بالثقة والطموح».
إلى ذلك، أكد عدد من الشباب الإماراتي ممن أدوا الخدمة الوطنية أن قرار زيادة فترة الخدمة الوطنية لتصبح 16 شهراً، جاء في مكانه وتوقيته الصحيح، خاصة أن هناك الكثير من البرامج والتدريبات والخبرات التأهيلية التي يكتسبها الشباب خلال هذه الفترة، وتحتاج إلى وقت مناسب حتى تستطيع أن تحقق نتائجها الإيجابية، مشيرين إلى أن الخدمة الوطنية هي مصنع الرجال.
وأوضحوا أن تمديد الخدمة سيعود على المجندين بفوائد كبيرة من جهة صقل شخصياتهم وقدراتهم، والتعرف إلى التحديات التي أصبحت تحيط بعالمنا وكيفية التعامل معها برصانة ومسؤولية، وهو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الوطن، من خلال بناء شباب قادر على مواجهة تحدياته بالعلم والمعرفة والتأهيل.
قرار صائب
وأوضح ماجد الشامسي مهندس إلكتروني، أن قرار زيادة فترة قضاء الخدمة الوطنية لتصل إلى 16 شهراً، قرار صائب جداً، ومن شأنه زيادة خبرات الملتحقين بها وتعزيز تجاربهم الحياتية والعملية، لافتاً إلى أن القرار من المؤكد أنه تم دراسته بشكل حثيث، وأن الأثر الإيجابي من تطبيقه سوف يؤتي ثماره بالشكل المطلوب.
وأضاف أنه ومن خلال تجربته التي قضاها في الخدمة الوطنية، يرى بأن هناك حاجة ماسة لزيادة الوقت بشكل كاف لوجود برامج ومحاضرات وتدريبات كثيرة تحتاج الكثير من المجهود، ولذلك فإن هذا القرار سيكون له آثار إيجابية، من خلال زيادة الخبرات للملتحقين، وتعزيز تأثير هذه البرامج على كفاءتهم، واستعدادهم للانطلاق للحياة العملية بالشكل الأمثل.
وتابع أنه التحق بالدفعات الأولى للخدمة الوطنية، ولم يكن يتخيل هذا التأثير الكبير الذي لمسه في تطوير شخصيته وتعامله بحنكة وفاعلية مع متطلبات الحياة العملية والمهنية، وتعلمه الكثير من الصفات الإيجابية كتحمل الشدائد والصبر على الأمور، والتعامل بكفاءة مع كافة الالتزامات التي تطلب منه، وأن حياته المهنية تطورت كثيراً بسبب استدعائه لكل هذه الإيجابيات.
زيادة خبرات
وقال أحمد علي الجابري مهندس مدني إنه يؤيد بشدة قرار زيادة فترة الخدمة الوطنية، لأسباب كثيرة، كونها تزيد وترتقي كثيراً بخبرات الشباب الإماراتي، الذي يعتبر في مقتبل عمره ويحتاج الإرشاد وبناء شخصيته بشكل سوي ليستوعب كل التحديات التي نعيشها يومياً، موضحاً أن البرامج والتدريبات التي يحصلون عليها خلال هذه الفترة، تحتاج إلى الكثير من الوقت لتعزيز الاستفادة منها والتوسع في مقرراتها التي تعمل على الارتقاء بقدراتهم.
وأفاد بأن قضاءه للخدمة الوطنية جعله يكتسب خبرات كثيرة أتاحتها له الحياة العسكرية، وما تحويه من انضباط وتعليم خبرات لم تكن لتوجد في الحياة المدنية، ولذلك فإن الشباب وعند عودتهم لممارسة حياتهم المدنية، فإنهم يكونون قادرين على مواجهة كافة التحديات والصعاب التي قد تواجههم، كما أنهم أصبحوا على دراية كافية لكيفية التعامل مع مثل هكذا أمور.
ونبه إلى أن هناك صفات تثري حياة الإنسان بتعلمها وتطبيقها وهو الذي أكسبته إياه الخدمة الوطنية، ومنها الالتزام بالأوامر التي تصدر له، فضلاً عن الصبر والتعامل بعقلانية وموضوعية لأي موقف، وأنه يرى أن الحياة التي نعيشها أصبحت تتسم بكثير من التحديات والمتغيرات، ويجب أن نكون واعين بها وبآثارها ومتغيراتها، وأن هذا لن يتأتى بغير الارتقاء بمفاهيم ووعي الجيل الجديد من الشباب، ليعرف ما التحديات التي من الممكن أن تواجه وطنه والتعامل معها بحرفية وقت الضرورة.
صقل شخصية
وأفادت عائشة حارب بأنها ترى أن قرار زيادة مدة الانتساب للخدمة الوطنية قرار يصب في صالح الشباب بالمقام الأول، ويجعله شخصاً مؤهلاً بشكل أكبر لمواجهة أعباء الحياء من جهة وصقل شخصيته بالمعارف والمدارك التي تجعله قادراً على حل أي مشكلات أو مواجهة المعضلات مهما كانت درجتها.
وتابعت أن زيادة المدة يعتمد على زيادة المخرجات التي تنتج عنه، ولذلك فإنه يعتبر قراراً مدروساً بشكل مثالي، يمكن معه اعتبار النتائج التي تترتب عليه، إيجابية بشكل مطلق، موضحة أن الشباب الصغير بحاجة دائماً إلى من يوجهه خاصة من هم في مرحلة الثانوية العامة، الذين يعتبرون بحاجة ماسة إلى تطوير ذواتهم ودفعها لاكتساب خبرات جديدة ومفيدة لهم ومستقبلهم.
وقالت إنه بشكل شخصي استطاعت أن تطور من شخصيتها وقدراتها بشكل مثالي، وأن هناك من الصفات التي لم يكن بالإمكان أن تتيحها لها الحياة المدنية، مثل الانضباط والالتزام بقيمة الوقت ووضع أهمية القرارات تبعاً لنتائجها الاستراتيجية المترتبة عليها، وغيرها الكثير الذي يمكن أن يجعل مستقبل الشباب مختلفاً ومليئاً بالنجاحات.
تجارب حياتية
وأبان سالم النوخذا ماجستير إدارة هندسية، أن الخدمة الوطنية من أفضل التجارب الحياتية العملية التي من الممكن المرور بها، وذلك يرجع لأثرها المباشر في صقل شخصية المتقدمين لها والارتقاء بقدراتهم ومواهبهم في كل المجالات، خاصة أن الفترة التي يقضيها المنتسب لها يمر خلالها بالكثير من التجارب والبرامج والمواقف التي تجعله يتعامل معها بحرفية وانضباط كبيرين.
وأشار إلى أن زيادة فترة الانتساب هو أمر لا بد منه، خاصة إذا عرفنا أن تأهيل الشباب يحتاج إلى الكثير من البرامج والتعليم والدورات التي تثري شخصيته، وتعمل على توسيع مداركه، وأن فترة الـ 16 شهراً هي فترة كافية حتى يمكن الاستفادة والتطلع لتأثير مباشر وقوي من هذا التأهيل الذي يحصل عليه الشباب الإماراتي خلال هذه الفترة، مبيناً أنهم في بداية هذه الفترة العمرية، تكون خبراتهم قاصرة جداً ولا يمكن لها أن تستوعب التحديات الراهنة، خاصة مع خريجي الثانوية العامة الذين يكونون ما زالوا في مرحلة مقتبل العمر، ولذلك فإن القرار يأتي في وقته ومكانه الصحيحين.
مصنع الرجال
من جهته لفت المهندس أحمد النعيمي إلى أنه التحق بالدفعة الثانية من الخدمة الوطنية، وأنه لم يكن ليستوعب هذا التأثير الكبير على تغيير حياته للأفضل، خاصة مع اكتساب صفات لم يكن ليحصل عليها من حياته المدنية، التي يوجد بها الكثير من السهولة، وأن الخدمة العسكرية هي بالفعل مصنع للرجال، وهو الأمر الذي يحتاجه وطننا الغالي الآن، وذلك لوجود تحديات لم نكن لنراها من قبل.
وذكر أن زيادة فترة الالتحاق بالخدمة الوطنية شيء إيجابي جداً خاصة لطلبة الثانوية العامة، وأن دراسة هذا القرار من المؤكد أنها راعت دراستهم الجامعية وكيفية الالتحاق بها، مشيراً في الوقت ذاته أن روح العمل الجماعي وإدراك قيمة الوقت والالتزام بما يطلب، هي كلها صفات رائعة تبني وتصقل شخصية أي إنسان، فما بالنا إذا كانت هذه الصفات هي لشخص يبدأ حياته العملية.
فرح وسعادة
وأشار خالد المنذري إلى أنه كغيره من شباب هذا الوطن تلقوا خبر زيادة فترة الخدمة الوطنية بفرح وسعادة واعتزاز بالغ، وقال: كوني أحد خريجي الدفعات السابقة للخدمة الوطنية، أرى أن قرار زيادة الفترة يعد خطوة استراتيجية مهمة في مسيرة العمل الوطني، وعاملاً رئيساً لرفع قدرات المنتسبين واستعداداتهم للمحافظة على أمن واستقرار الوطن.
وحول أهم الدروس التي تعلمها من «الخدمة الوطنية» أضاف المنذري: «يستخلص المنتسب إلى الخدمة الوطنية منذ اللحظة الأولى لدخوله، أن دورها يتمثل في مواصلة الدور الذي تقوم به الأسرة والمدارس والجامعات من الناحية العملية، وتضيف إليه الجانب التربوي العملي، بشكل تطبيقي تام لتكمل به الجانب النظري الذي تعلمه المواطن في المؤسسات التعليمية والأسرة، وبالتالي تكمل كل أضلع العملية التعليمية، ما ينعكس بالإيجاب على شخصية المنتسب.
المصدر: البيان