مصطفى الديب، عبدالله القواسمة، وام (أبوظبي)
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت، مساء أمس، رسمياً، فعاليات دورة الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص بحفل افتتاح أسطوري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».
شهد حفل الافتتاح، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق أصحاب الهمم، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، والشيخة شيخة العبدالله الخليفة الصباح، الرئيس الفخري لنادي المعاقين الكويتي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وقال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، إن افتتاح الدورة التاسعة الإقليمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي، حدث عالمي يرسخ مكانة الإمارات في المجالين الرياضي والإنساني معاً، واعتبر أن استضافة الإمارات الحدث العالمي في 2019، حلم عزيز رعاه ودعمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان منذ البداية حتى صار واقعاً في عام زايد.. وتوجه سموه بالتحية لأصحاب الهمم قائلاً: «أنتم مصدر الإلهام والعزم، وتخطي الصعاب وتجاوز المستحيل».
وسطرت العاصمة أبوظبي تاريخاً جديداً في حفل افتتاح النسخة التاسعة من الألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص مساء أمس بأرض المعارض، ومجدداً أكدت أبوظبي، أنها من حولت الحلم إلى حقيقة والسراب إلى واقع، وجعلت للسعادة عنواناً وللفرحة مكاناً.. إنها الحقيقة المتزينة بجمال الحلم ولهفة تحقيقه وتجسيده إلى شيء ملموس.
أمس، جسدت عاصمة الإمارات الخير رجلاً يمشي على الأرض، تتلمسه الأيادي، وتراه العيون، لا من حالة الإبهار التي سيطرت على الحضور، ولكن من كلمات الثناء التي تخرج فيها رائحة العطور لأهل الهمم وأصحاب الإرادة ومتحدي الإعاقة.
احتفل العالم، أمس، مع أبوظبي بصناعة الأمل الذي تحدث عن نفسه، من خلال وفود 32 دولة وقفت في طابور عرض، فرحة سعيدة بكونها على أرض الحلم.
البداية سعادة والنهاية حلم وإرادة.. البداية سلام وطن عرف كيف يسعد أبناءه، ويبث الفرحة إلى كل من عاش على أرضه، ثم عروض احتفالية مليئة بالبهجة والسرور.. بالحركة والمرح.. لا من هؤلاء أصحاب القدرة على الطيران والجري والإتيان بكل ما هو مبهر، ولكن من العاجزين عن الحركة أيضاً الذين تحركوا بقلوبهم، وشاركوا بابتسامتهم، معبرين عن امتنانهم وشكرهم لأهل الإمارات، شعباً وقيادة.
ساعة ونصف الساعة مرت كدقيقة ونصف الدقيقة من جمال ما فيها.. 90 دقيقة ما يعادل مباراة لكرة القدم.. لكنها كانت مباراة مليئة بالحماس، بالإثارة والندية، بالسعادة والحب، الكل لا يريد إطلاق صافرة النهاية.. الجميع يحتفل مع المشاركين، يسعد لهم، يشاركهم فرحتهم من خلال أكثر من فقرة ما بين الأفلام التسجيلية التي أكدت أن أبوظبي أرض الماضي والحاضر والمستقبل، أرض الأحلام والسعادة، وتحقيق الآمال.
خرج الجميع مهللاً فرحاً بما قدمته عاصمة الخير لمن يستحق الخير.. ما قدمته أرض زايد العطاء لمن يستحقونه، فقد احتفلت بمتحدي الإرادة على طريقتها الخاصة في عام زايد الخير.
ولم تكتفِ عاصمة الخير بما قدمته من تجسيد لعطائها، لكنه أرادت أن تضاعف من بصماتها من خلال أوبريت «حقق حلمك ولا تتوقف» الذي حفز أبطال الهمم على المضي قدماً في طريق النجاح، من نادى عليهم لمواصلة المسيرة بعد أن انطلقت بسرعة الصاروخ، بعد أن كانوا حبيسي المؤسسات، فقد خرجوا إلى الميادين والملاعب محققين آمالهم، مؤكدين للعالم أنهم قادرون، وفي الطريق سائرون.
مرت طوابير عرض المنتخبات المشاركة، وسط تشجيع الحضور في المدرجات الذي امتزج بصيحات المشاركين، كل عبر عن نفسه بطريقته، منهم من نادى على وطنه، وآخر من شجع نفسه، وثالث من لوح بيده، لكن في النهاية الابتسامة هي العنوان.
كانت البداية مع بعثة الأردن، تلتها إيران، ثم باكستان والبحرين وبنجلاديش وبلجيكا وتايبيه الصينية، ثم تونس والجزائر وروسيا والمملكة العربية السعودية والسودان وسوريا وسلطنة عُمان، تلى هؤلاء سريلانكا والعراق والفلبين وفلسطين وقطر وكندا وكوت ديفوار والكويت ولبنان وليبيا وماكواو ومصر والمغرب وموريتانيا وموناكو والنمسا وهونج كونج، ومسك الختام مع أبناء الإمارات.
وعقب الانتهاء من طابور العرض الذي نشر الفرحة والسعادة في الميدان والمدرجات، جاء الدور على الكلمات التي قدم لها بطل الأولمبياد الخاص الفارس محمد التاجر، وبدأت بكلمة من تين شرايفر رئيس الأولمبياد العالمي.
وعقب الانتهاء من الكلمات، دخل علم الأولمبياد محمولاً من أبناء الإمارات من منتخب الإرادة، رفعوه ليرفرف سعادة بوجوده على أرض السعادة، بعد ذلك جاء الدور على قسم الأولمبياد الخاص الذي قرأه نيابة عن المشاركين بطلا الأولمبياد الخاص الإماراتي بطي الشيزاوي وحمدة الحوسني بكلمات عبرت عن القوة والإرادة عندما قالا «دعني أفز.. فإن لم أستطع، دعني أفز بشرف المحاولة»، وأقسم نيابة عن الحكام يحيى الجنيبي وهدى الحبشي، وعن المدربين حورية الطاهر وعمران حسن.
تلى ذلك الإعلان الرسمي عن الافتتاح، عندما توجه عمر الشامي ومروة مرشد من منتخب الإرادة إلى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، وأعلن الشامي افتتاح الحدث، وسط تصفيق حاد من الحضور.
وكان مسك الختام مع شعلة الأمل التي أضاءت سماء أبوظبي في مشهد بديع، أثبت أن عاصمة الإمارات رمز الإبداع، ودخلت مريم الزعابي حاملة الشعلة، ثم تناقلت بين عدد من أعضاء المنتخبات الضيوف حتى وصلت إلى موزة آل حامد التي أشعلت نار الحماس والمحبة والإرادة، لتنطلق الألعاب النارية مرحبة مهللة بفرحة أصحاب الهمم، لتؤكد أن أبوظبي شريكهم في الحلم والداعم الأول لأصحاب الهمم ومتحدي الإعاقة، ليسدل الستار بأغنية وطنية خالصة بصوت المطرب الوطني حمد العامري تحت عنوان نحن التحدي.
المصدر: الاتحاد