هل قال بايدن الحقيقة؟

آراء

قبل عدة أشهر قلنا إن بايدن لا يصلح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية أربع سنوات أخرى، وتوقعنا مراجعة جادة من الحزب الديمقراطي للسنوات الماضية قبل أن يحسم قراره بالتجديد له.

ولم يكن كلامنا تنجيماً أو ادعاء بالتنبؤ ومعرفة ما لا يعرفه الآخرون، فالشواهد على الخلل في إدارة جو بايدن كانت واضحة، من سهو إلى نسيان، ومن تصريحات إلى تصحيحات، ومن أقوال ومواقف وقرارات متضاربة، داخلياً وخارجياً، حتى وصل العالم إلى حافة حرب عالمية جديدة بعد أن فقدت الإدارة المترددة سيطرتها على الأوضاع، وزادت حدة النزاعات، واختلت التوازنات لعدم توازن الرجل الذي يجلس على عرش البيت الأبيض!

وترشح بايدن رسمياً، وصفق له الديمقراطيون، وخرج بعدها برد على المشككين في قدراته، معترفاً بتداعيات العمر، ولكنه أكد أن الحكمة التي يملكها تغطي على كل المساوئ، وراهن الحزب على انتصار ساحق في نوفمبر القادم، فالمنافس الذي هزم في الانتخابات السابقة لا يكترث به، وحفرت الحفر لدونالد ترامب، المرشح الجمهوري، وفتحت الملفات، وتلاحقت الاتهامات وجلسات المحاكم، ووضع كل قادة الحزب الديمقراطي أيديهم في الماء البارد، حتى جاءتهم الصدمة المدوية مساء الخميس الماضي.

استيقظ النائمون من «بياتهم الشتوي» بعد أن شاهدوا الكارثة بأم أعينهم، صوتاً وصورة، ولم يخفوا مشاعرهم، «ناحوا، ولطموا» وتنادوا إلى تدارك ما يمكن تداركه، فالوقت ضيق، ليس أمامهم غير 120 يوماً، وهم بحاجة إلى بديل يقلب المعادلة التي نتجت عن المناظرة بين بايدن وترامب، وتقدم أصدقاء بايدن المشهد، وكانوا أول المطالبين بانسحاب الرئيس من سباق الرئاسة، قبل فوات الأوان، كما قال بعضهم، وقبل وقوع الواقعة كما ذكر البعض الآخر.

ورد الرئيس بعد ساعات من المناظرة، لم يتحدث عن الحكمة هذه المرة، بل قال «لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقاً، ولم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقاً، ولم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة».

فهل قال بايدن «الحقيقة»؟!

المصدر: البيان