مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
يعيش الإنسان علاقات متعددة خلال مراحل عمره، وبرغم اندفاعه في بعض تلك العلاقات، وشعوره بأنه سيقضي سنواته الآتية مبتهجاً بها، إلا أن كثيراً من هذه العلاقات تنتهي نهايات على غير ما يشتهي صاحبها، فيعاني تداعياتها لزمن متأرجحاً بين التخطي والتعافي، لكنه لا يسلم من النصائح والمقولات، التي يتبرع بها الكثيرون!.
واحدة من هذه المقولات التي تحتاج لأن نتوقف عندها قبل أن نطلقها على مسامع الآخرين بلا مبالاة: (كي تنسى علاقة عليك أن تبدأ بأخرى، أو داوها بالتي كانت هي الداء) فلو أن المتحدث استمع إلى نفسه وهو يقول ذلك، ولو أنه طبق ما يقول على نفسه، لو أن القلب قلبه والداء داؤه، والمعاناة التي يكابدها الآخر هي معاناته ومكابدته، لكان فكر كثيراً وطويلاً قبل أن يتفوه بما قال!.
في فيلم بعنوان «عمر أدالين»، والذي قدمته هوليوود عام 2015 من بطولة النجم العالمي هاريسون فورد، تعود الفتاة أدالين للظهور في حياة حبيبها وليام بعد سنوات طويلة من الغياب، وقد أصبح في عمر جدها، بينما هي لا تزال في معية الصبا، هي لا تتذكره نهائياً، وهو الذي كان يظن أنه نسيها، وتخطى تلك العلاقة يكتشف أنها لا تزال هناك، تلك الفتاة الجميلة، التي كانت حبه الأول منذ خمسين عاماً!.
هل كانت أدالين تمثل الجسد الآدمي أم العاطفة والمشاعر التي هي خارج المقولات والحسابات؟، أظن أن لا شيء يمكن أن يترك جسداً إنسانياً صامداً في مواجهة زحف جيوش تجاعيد الشيخوخة والزمن، وحدها العاطفة والصداقة والمشاعر لا تبلى، ولا ينالها الزمن أبداً، ليس دائماً لكنّ للوفاء قصصاً لا تخطر على البال!.
أحياناً يخرج الإنسان من علاقة زواج مصمم على عدم تكرارها لأسباب مختلفة ليس من بينها قسوة العلاقة ولا صعوبة النهاية، لكن ليس من الحكمة الإلحاح عليه بالزواج مجدداً لأنه الحل الأمثل، من قال إنه يبحث عن حل من الأساس؟، ومن قال إن هذا هو الأمثل؟، نحن نعطي أنفسنا صلاحيات خارج نطاق معرفتنا المحدودة، ونمعن في الدفاع عنها دون وجه حق!.
المصدر: البيان