هل هذا وقته؟

آراء

في محيطك، في العمل أو في دائرة الأصدقاء، ناهيك عن دوائر صنع القرار، دائماً هناك من يظن أن الوقت -كل الوقت-
غير مناسب لأي تغيير أو إصلاح.

تجده يسابق الجميع في سؤال يقطع الطريق أمام أي حوار: وهل هذا وقته؟ وحتى وإن تعاطف -مثلاً- مع مطالب طلاب وطالبات جامعة الملك خالد، إلا أنه مقتنع بسؤاله الذي لا يفارقه: وهل هذا وقته؟

تسأله لماذا تراكمت إحباطات الطالبات والطلاب عبر السنوات حتى كانت هذه التجمعات والاحتجاجات التي شهدتها أروقة الجامعة على مدى أيام، فيجيبك متفهماً الظروف لكنه مضطر أن يعترض على التوقيت، متسائلاً من جديد: صحيح، ولكن هل هذا وقته؟

وحينما تطرح فكرة إصلاحية متداولة منذ سنوات تتعلق بتطوير صلاحيات مجلس الشورى، رد عليك معاتباً: لا وأنا أخوك، وهل هذا وقته؟

تخبره أن في مجتمعنا أصواتاً تنادي منذ عقود بتطوير المناهج وإصلاح التعليم، فيعلق: الله يصلحهم، وهل هذا وقته؟

العالم يتغير بالدقيقة الواحدة، وتحديات البطالة وسوء الخدمات وعقد البيروقراطية تضاعف من غضب الناس، لكن صاحبنا مصرّ على سؤاله: هل هذا وقته؟

وُلدنا ونشأنا وكبرنا ونحن نسمع هذا السؤال في البيت وفي المدرسة وفي الجامعة وفي الوظيفة، وحتى أيام الدراسة في الخارج من بعض زملاء الغربة. أم أنه سؤال في دم بعضنا ولا يمكن الخلاص منه حتى وإن كثرت الهموم و«تطربقت» الدنيا، فوق تحت، وزاد الماء على الطحين؟

ولمن يجري هذا السؤال في عروقه أسأل: إن لم يكن هذا وقت التغيير فمتى -بربك- يكون وقته؟ أم أنك تريد منا أن ننتظر معك -بحجة أن هذا ليس وقته- إلى ما بعد خراب مالطا؟

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٠٧) صفحة (٣٥) بتاريخ (٢٠-٠٣-٢٠١٢)