صحفي وكاتب سعودي
ليس الغريب قتل قاسم سليماني، المصنف إرهابياً على قوائم دولية كثيرة، في هذا الوقت. بل الغريب المريب العجيب ترك هذا الرجل يعيث في الأرض فساداً كل السنين الماضية. وكما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كان يجب قتل سليماني منذ 15 عاماً.
ما هي الخدمات التي قدمها قاسم سليماني وأتباعه للبشرية؟ بماذا سيحتفظ الناس في دول الشرق الأوسط، في تاريخهم وذكرياتهم، لهذا المرء؟
كيف سيتذكره الشعب السوري؟ والشعب العراقي؟ والشعب اللبناني؟ والشعب اليمني؟ والشعب البحريني، والكويتي، والسعودي، والمصري أيضاً؟
هو من غذّى الساحة السورية بالميليشيات الطائفية الخبيثة، التي كانت تنحر الناس، وتحرقهم وتقتلهم بشكل طقسي غرائزي، كما في حمص، وحلب، وحماة، ووادي بردى، وقرى القصير، وجبال القلمون… ميليشيات مثل النجباء والخراساني العراقية، و«فاطميون» و«زينبيون» الأفغانية والباكستانية، وطبعاً «حزب الله» اللبناني.
هو من درّب أشرار اليمن، من عصابات الحوثية، لست أقول الزيدية، بل أقول الخمينية، التي اغتصبت المستقبل اليمني، ولوّثت السلم الأهلي. وأرسل ضباط سليماني من خبراء الصواريخ، سهام الخراب على أبها، وخميس مشيط، وجدة، والرياض، ومكة المكرمة حتى!
هو، قاسم سليماني لا غيره، من اغتصب مفهوم الدولة في لبنان والعراق، وهو من درّب وأمر عصابات «الأشتر» في البحرين، و«حزب الله الحجاز» في السعودية، الذين قتلوا وخطفوا وفجّروا في مدن وقرى السعودية والبحرين.
هو لا غيره، مع رفاقه من خبثاء الحرس الثوري، من فجّر سفارات أميركا وفرنسا في لبنان وغير لبنان في وقت مضى، ومن فجّروا موكب أمير الكويت الراحل الشيخ جابر – رحمه الله – وخطفوا طائرات الكويت المدنية.
هذا غيض من فيض من شرور هذا الرجل، فكيف يتمارى الناس في وجوب القصاص منه؟!
بعد ذلك كله، فليسمح لنا الوزير العماني يوسف بن علوي؛ فهذا رجل لا يستحق كلمات الرثاء والتعزية التي قالها بحقه في منتدى طهران للحوار الإقليمي المنعقد بمكتب الدراسات السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية، أمس (الثلاثاء)، وفق ما نقلته وكالة (إرنا)، إذ قال: «نحن الآن في كارثة كبيرة أثرت على الجميع، القائد سليماني قدم خدمات مفيدة للغاية، ونطلب من الله أن يرحمه وأن يرحم جميع الشهداء».
نختلف معك جداً… ويختلف معك تاريخ الرجل الأسود… وتختلف معك مظالم ودماء ودموع الملايين من العرب الذين لهم قصاص عادل مع قاسم سليماني ورفاقه وعصاباته في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والخليج.
المصدر: الشرق الأوسط