كاتب سعودي
عندما أُعلن عن هيئة مكافحة الفساد قبل أكثر من عامين كان الجميع على أمل بأن الفساد المنتشر في البلاد سوف يتم تقليصه، وأن قصص الفساد ستصبح حالات نادرة كعمليات فصل التوأم السيامي، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك.
قد يعذر البعض أن الهيئة قد لا تتدخل في فساد الكبار لأسباب مجهولة، ولكن السؤال الذي يجول في قلب وعقل كل مواطن (عادي) هو: لماذا هيئة مكافحة الفساد تقف حائرة أمام الفساد الكبير من الموظف الصغير الذي يسير دون أن يشق له غبار! هناك مَنْ يمرح ويلعب بالأموال في العلن دون أن يسأله سائل من أين لك هذا! موظفون كُثر كانوا قبل سنوات رواتبهم (تلهطها) البنوك كقروض ومديونيات وينتظرون تاريخ 25 كل شهر لشراء الرز والدجاج، وفجأة يسقط بين أيديهم مصباح علاء الدين وينفقون الملايين على قصور وسيارات وسفريات ومناسبات (الهياط)! هذه الفئة لماذا تغيب عن هيئة مكافحة الفساد التي اهتمت بنشر صورة المقابر وعليها الآية الكريمة «ما أغْنَى عنّي مَالِيَه هلك عني سُلْطَانِيَه» وهي تعلم أن الله فوق الجميع!
لقد تعب الكتَّاب وملت الأقلام وذابت الأفكار، وانتحرت رؤية النقد من كثرة التطرق لمهام وآلية عمل هيئة مكافحة الفساد، التي يكاد ينحصر دورها حول التوعية والتحذير. أما الفساد الظاهر والفاضح وكأنها في مسرحية (شاهد ماشافش حاجة)! الهيئة بحاجة إلى مكاشفة وإدارة تنفيذية لا تنظيرية تجعل من الفاسد يسرح ويمرح.
المصدر: صحيفة الشرق