كاتب وإعلامي سعودي
حزمة القرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فجر السبت الماضي أتت متناغمة مع العمل المؤسساتي لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وبرامجها التنفيذية، ولا شك أن الأمر الكريم بإنشاء هيئة ملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة يأتي في هذا السياق من حيث تطوير منظومة الحج والعمرة وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لتأدية هذه الشعيرة المقدسة بكل يسر وسهولة من خلال العمل المؤسسي الدائم على طول العام وليس الموسمي كما هو جار.
لا أحبذ مفردة «الصناعة» في الحج والعمرة، ولكن من المهم العمل من خلال منظومة اقتصادية متكاملة واستخدام التقنية بفعالية في تطوير منظومة الحج والعمرة.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفي إطلاقه لرؤية المملكة 2030 أكد هذا الجانب الروحاني والاهتمام به وسعي المملكة لزيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من ثمانية ملايين إلى 30 مليون معتمر، هذه الرؤية الاستشرافية لولي العهد تتطلب جهوداً مضاعفة لتترجم صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
والمملكة ومنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز وهي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وتسهر وتستنفر جميع قطاعات الدولة في مواسم الحج والعمرة، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا شهد الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة مشاريع جبارة، والمملكة وقيادتها الرشيدة لا ترجو سعياً ولا شكوراً، بل إن هذا الدور شرف لها في خدمة ضيوف الرحمن من جميع بقاع العالم.
الأمر الملكي هو رسالة المملكة للعالم ولجميع المسلمين أنها لم تعمل يوما لتوظيف الحج والعمرة لمصالح ضيقة، بل إنها تعمل دائما على خلو الشعائر الدينية من الشعارات السياسية والتي للأسف تعمل بعض الأطراف الإقليمية والعربية في استخدام هذه «المناسبات» والزج فيها بالقضايا السياسية، وكلنا يعرف الدور الإيراني المشبوه في هذا الصدد والذي وصل حد زرع المتفجرات في المشاعر وذهب ضحيته مئات الأبرياء الذين قدموا لأداء فريضة الحج، العام الماضي حاول النظام القطري اللعب على هذا الوتر وكرر الأسطوانة الإيرانية القبيحة في أن السلطات في المملكة تمنع أبناء الشعب القطري والمسلمين هناك من أداء الحج، وكلنا يتذكر موقف خادم الحرمين الشريفين وأمره بإرسال طائرات لتقل حجاج قطر وهنا انكشفت ألاعيبهم المدسوسة، ووجدناهم ينظمون المؤتمرات والندوات بدعاوى تسييس الحج ومنع بعض المسلمين من أداء فريضتهم، ووصلت بهم الوقاحة والسفه لدعوات مشبوهة بأن يكون الحج والعمرة تحت إدارة دولية.