هيّا احتفلن أيتها النساء

آراء

هيا احتفلن أيتها النساء، مر يوم السبت بتاريخ 8 مارس محتفياً بيومك العالمي أيتها المرأة، الذي يقام كل عام للدلالة على تقديرك على كل ما أنجزته في كل مجالات الحياة، فأصبح لك الآن هذا الفضاء الرحيب، واخضرار الرياحين وفتنة الورد حين تزهو بين يديك. والفل يغدق عطر المحبة على نافذة الليل إذا قبّل الطل شوق الغصون. لك رأفة الفجر وغموض السحر، لك اختيال الطيف ينسل متئداً في ثنايا الظلال، لك أغنيات الشوق في حنين الكناري، لك همهمات الجناح في حنو المساء، لك آية الحب منزلة بين شمس الضحى وهلالِ رمضان، لك زهو قلبك إذا اكتظ بالحب، وأرخى على الكون طيب السلام.

لك حلم الغد وضياء الشعاع إذا راوغ الظلَ لظى أو هجير. لك وهم ظنّك أن المدار يؤرجحك بين تيه النهايات وبين ابتداء المغيب، فلا تستكيني للعتمة ولم تنهض الأرض من وهدة الهتك، ولم ينصت العمر لغير الخنوع، ولم تهطلي كما يقتضي الغيم إذا حضن الطين خصب الزروع؟ أكنت سوى امرأة نسجت لياليها بالنجوم، وأرخت لأحلامها سهوب التمني ونادت: إليّ.. إليّ أيها المختبئ بوهاد الظنون، إليّ برائحة بخور العود والعنبر ومسك الطهور. فقد أيقن الطين أن الحقول تماهت بأيقونة الماء، وإن كل صباح من هذا التاريخ هو مجد النساء، إذا يقظة الروح همّت للنهوض. وأن الضياء خطى كل امرأة كشفت إبداعها الذي يضيء كل ما حولها، وما في باطن أحلامها.

وتذكري أنك المرأة التي لك مجد أبنائك الرافلين باعتزازك، وخفقات قلبك الذي يبشرك بحضورهم، ورفرفات سعادتهم التي صغتها بيديك ورعايتك، وهدهدتي مهدهم منذ الطفولة حتى نهوضهم المشرق في طرقات الحياة. وأصبحوا دليلك لدروب السعادة حين ترتبك خطاك إلى ما تتوقين إليه، وما ينقش أمانيك على طرقات السنين، كأنهم النهر ريان يدفق في خلايا دمك، كأنهم الأنجم حين اشتداد العتم. ولك مجد ذاتك مهيأة لاكتناه الفصول وقاطنة في احتدام اللهب. إذا أقبل الصبح قلت: وُلدتُ. وإن أقبل الليل قلتِ: أهديتُ.

وخطت يداك بشائرها على صفحات الوجود. تأود كما تشتهي أيها الزمن الرافل في هدأة الكون، تأود في صحوة الحالمين، واعبر خفيفاً إذا شئت في غفلة المطمئن، فليست خطاك سوى زينة النقش على صفحات الجسد.

فاهدئي يا امرأة صيغت كمذاق العنب. هي بعض من الأرض أصبحت قافلة من ضحايا المحن، فلا توغلي في انتظارك، ولا تطمئني لغير اخضرارك!

المصدر: الاتحاد