تعمد النساء في شهر رمضان المبارك، على إعداد الكثير من وصفات الطعام لأجل الخروج بوجبات شهية ومبتكرة، تستطيع من خلالها أن ترضي أذواق أسرتها كباراً وصغاراً، ولكن وجبتي الفطور والسحور في رمضان، تعتبران منطقتين محظورتين من التجريب، ففيهما يكون الفرد طال انتظاره أو مقبل على صوم يوم طويل، كل غايته ملء معدته بما هو شهي، غير قادر على استقبال المفاجآت، خصوصاً إن لم تكن بالمستوى المطلوب، فكيف تتعامل ربات البيوت مع هذا الأمر؟
تحرص النساء خلال الشهر على متابعة برامج الطهي التلفزيونية، والوصفات عبر مواقع الطهي على الإنترنت، التي يقدمها متخصصون، أما الخيار الثالث فهو الاعتماد على الخبرات الشخصية، لكن الثقة بجودة ما يمكن إعداده بناءً على تلك الوصفات أمر يضع الزوجة على المحك، في وقت بات خيار شراء الأكلات من المطاعم الاعتيادية والسريعة حلاً سهلاً ومنافساً لما تقدمه ربات المنزل، وعلى الرغم من أنها تعكف وتبذل الجهد لإعداد الطيب والمميز على سفرة الطعام، منفقة بذلك وقتاً طويلاً، على الرغم من صومها للخروج بأطباق شهية مرضية، تفاجأ في أحيان كثيرة بردود فعل لا ترضيها.
لكل امرأة خطتها وطريقتها بهذا الصدد، هذا ما تؤكده حليمة رشود، موظفة. تقول: «كوني صاحبة خبرة في مجال الطهي لأسرتي، أعرف ما يحبون وما لا يحبون، ولذلك أعد في رمضان الوصفات التي يحبونها فقط، دون اللجوء للوصفات الخارجية، وهنا أتحدث عن الأطباق الرئيسية على الفطور، أما التجريب فيمكنني ذلك في إعداد الحلويات أو السلطات، وذلك لأن الأطباق الرئيسية لا بد أن تكون متقنة وعلى قدر الثقة».
تشاركها الرأي عليا الحوسني، موظفة، التي تؤكد أنه لا يمكنها تجريب أي وصفات جديدة ومبتكرة على مائدة رمضان، لكن يمكنها ذلك في الأطباق الجانبية. وتضيف: «هناك بعض الطهاة على شاشة التلفزيون جربت وصفاتهم ونجحت، ولذلك لدي ثقة بعدد محدد منهم ويمكنني تجريب وصفاتهم بشكل محدود في شهر رمضان، وثقتي تلك نابعة عن تجربة لمرات عديدة سابقة لذات الوصفات قبل رمضان، لذلك يمكنني تكرارها بثقة، وحتى غيرها التي لا تتضمن الكثير من المكونات أو الابتكار يمكنني تجربتها، كتلك المعتمدة على الأرز واللحوم و الدجاج، أما التي تتضمن الكريمات مثلاً وأنواع خضر لم أجربها من قبل فلا أغامر بإعدادها».
سارة العوضي، ربة بيت، ومتزوجة حديثاً، تعتمد على الوصفات في تجاربها بالطهي، فهو أول رمضان يمر عليها مع زوجها، لكن استعانتها في تطبيق الوصفات يكمن في الثقة. عن ذلك تقول: «أعتمد على والدتي في الوصفات، كونها صاحبة خبرة طويلة في الطهي، فتمنحني الوصفات المجربة بدقة، وتمنحني بذات الوقت كثيراً من الحلول، حال إخفاق إعداد مكون من مكونات تلك الوصفات، وعلى جانب آخر أعتمد في إعداد بعض الوصفات الأخرى على المكونات الجاهزة، مثل الشوربات، وتتبيلات السلطات، والبهارات المخصصة للبرياني، والكبسة، والمقالي، وغيرها، فتلك معدة خصيصاً لقليلي الخبرة».
وتشير العوضي إلى أن الأكلات في رمضان ليست محل تجارب، فقبل أن تتزوج كانت تجرب بعض وصفات الحلويات على حسب بعض المواقع الإلكترونية وقد تفشل أو تنجح، فلا ضير من ذلك، لكن هذا الأمر غير مسموح به في رمضان.
تدعو نور كاظم، موظفة، الصديقات والأقارب في شهر رمضان، ما لا يقل عن 7 مرات على وجبة الإفطار، وهذا ما يجعلها حريصة جداً على أن يكون الطعام بالمستوى المطلوب، وهي بذلك لا تغامر بإعداد وصفات مأخوذة من التلفزيون أو مواقع التواصل، ولا تعد إلا ما تعرفه وجربته مسبقاً لعدد من المرات، فلا مجال للتجربة في الولائم، ولكن لا غنى عن بعض اللمسات الجديدة من باب عدم التكرار بحسب كاظم، مثل الأطباق الجانبية ذات المكونات البسيطة.
وعلى عكس من سبقنها، تشير سمية عاصم، ربة بيت، إلى أن متسع الوقت قبل الإفطار يتيح لربة البيت أن تبدع في إعداد الوصفات، ولا مانع من إعداد الجديد. تقول: «في رمضان تشغل ربة البيت برامج الطهي التلفزيونية، وأنا من عشاقها، ولذلك أجرب يومياً وصفة من وصفاتها لكن بمقدار بسيط دون أن تكون تلك الوصفة هي الوجبة الرئيسية، فإن لاقت الإعجاب أكررها كطبق رئيسي، ولا أجد بداً من تجريب الجديد كي لا نمل من الأكلات، ولا تكون تجربة الطعام كأنها تأخرت في موعدها فقط دون جديد في نوع الوصفات، ولعل التنوع على المائدة يمنح كذلك فرصة لمن لم تعجبه وصفة ما، الاعتماد على غيرها في إفطاره أو سحوره».
أم عبد الله، لا تستغني عن الوصفات التي تجدها شهية على مواقع التواصل، حيث تضع كثيرات من صديقاتها صور ما أعددنه من وجبات وطريقة عملها، وتثق بدورها بتلك الوصفات المجربة، وتعمل على تجريب كثير منها، خصوصاً أن أبناءها يحبون التغيير ويميلون دائماً للوجبات الجديدة في رمضان.
المصدر: الخليج