لو لم تتورط إيران في قتل العشرات من الثوار السوريين لقلنا إنها كانت تسعى للحفاظ على مكاسبها السياسية في المنطقة عبر سوريا. في السياسة كل خطأ يمكن تبريره وتجاوزه متى ما اقتضت المصلحة. لكن الحضور الإيراني في سوريا تجاوز كل الحدود السياسية التي يمكن أن نفهمها في سياق الصراعات السياسية الإقليمية. النظام الإيراني اليوم متورط الى أذنيه في جرائم مرعبة أستغرب أنها لم تصل بعد لمحكمة الجنايات الدولية. وكذلك حزب الله الذي يرسل مقاتليه بالمئات للمشاركة عملياً في تنفيذ جرائم ضد الإنسانية في سوريا.
حان الوقت أن يتبنى الناشطون من المحامين العرب مشروعاً يرصد جرائم النظام الإيراني وحزب الله في سوريا وتوثيقها بما يدعم قبولها لدى المنظمات الدولية، خصوصاً محكمة الجنايات الدولية. نحن هنا معنيون بالتفريق بين النظام الإيراني والشعب الإيراني الذي يدفع اليوم فاتورة تورط حكومته في سوريا وفي غيرها. كثير من الأصوات الإيرانية تستنكر ألاعيب الحكومة الإيرانية وتدخلاتها في شؤون عربية معقدة مما أثقل كاهل الاقتصاد الإيراني وأساء للإيرانيين وعقد أمورهم داخل إيران وخارجها. ولهذا فإن أي موقف دولي صارم ضد المؤسسة الإيرانية الرسمية، وعلى المدى البعيد، سيصب في مصلحة الإيرانيين الذين يعانون أشد المعاناة من حماقات نجاد والحرس الثوري.
لم يعد سراً أن الثوار السوريين يُقتلون برصاص وقنابل إيرانية. والجيش الحر أسر العشرات من المقاتلين الإيرانيين والتابعين لحزب الله في معاركه ضد شبيحة الديكتاتور بشار الأسد. وفي ذلك تأكيد جديد على أن النظام الإيراني لا يكتفي في مؤامراته وفتنه ضد العرب بألاعيب المال والسياسة والعزف على أوتار مشكلات الداخل العربي. لقد تطاول في جرائمه إلى حد ممارسة جرائم حرب ضد العرب في سوريا. لم يعد يكتفي بتأجير من يحارب نيابة عنه. إنه يباشر جرائمه اليوم في سوريا بأسلحة إيرانية ومقاتلين إيرانيين. إنه حقاً متورط في قتل السوريين وتدمير مدنهم وقراهم. وكذلك يفعل حسن نصر الله وأتباعه من حزب الله.