سقطت كل خيارات الحوثيين، وما عادوا يملكون بين أيديهم غير ورقة واحدة، هي ورقة العودة إلى صعدة.
السيطرة على اليمن بقوة السلاح فشلت، وما هذه الجيوب المتبقية، إلا محاولة لإثبات الوجود، والحفاظ على ماء الوجه، بعد أن غررت بهم أطماع مدعي الإمامة، بتحريض من ملالي قم.
والهيمنة السياسية على مقدرات اليمن وشعبه تلاشت، ووصل ضعفهم وهوانهم إلى درجة سقوط رئيس مجلسهم الصوري الحاكم، عند أطراف الحديدة التي يسيطرون عليها، ولم يبقَ لهم غير العنف والاستبداد في صنعاء وتعز، ومناوشات يائسة خارج المناطق المحررة منهم، وصواريخهم أثبتت أنها صوتية ودعائية، أرادت إيران عبرها، أن تسجل حضورها في الجنوب العربي، لتكمل وجودها في الشمال، وقد خابت طموحاتها، كما خابت أحلامها بفعالية صواريخها.
على الحوثي أن يحمل كل أوهامه ويرحل عن صنعاء وكل الأراضي اليمنية، ويدخل إلى جحره هناك في صعدة، إذا بقيت بلاد تسمى صعدة، لو طال أمد الحرب، الفرصة التي لا تزال متوافرة اليوم، قد لا تتهيأ في الغد، فهذه الأرض التي جاؤوا منها محاصرة اليوم من قوات الشرعية، ومع بزوغ كل فجر، تضيق الحلقة حول رقابهم، فإن حصل وحررت صعدة، سيجد كل حوثي نفسه في أرض اليمن مطارداً، ولن يقبله حجر أو بشر، ولن تنفعه غطرسة خادعة، وسيرفع الذين كذبوا عليه أيديهم، وسيذهب إمامهم إلى سادته ذليلاً.
هي ورقة أخيرة، بقيت في يد الحوثي، فقد احترقت كل الأوراق، حتى أوراق إيران، بدأت تحترق واحدة تلو الأخرى، وها نحن نسمع ولاياتي وشمخاني وجعفري، وفوقهم كاهنهم الأكبر الخامنئي، إنهم يصرخون بأعلى صوتهم، ليس تهديداً، بل خوفاً من الذي يتوقعونه، والرعب واضح في نبرات أصواتهم، فالضربة إذا طالت رؤوسهم، لن تترك رأساً فوق جسد من أجسادهم المتغذية بدماء الأبرياء.
ورقة واحدة يسلمها الحوثي للمبعوث الدولي، ليحفظ ما بقي لديه، وهي العودة إلى صعدة، وإخلاء كل المدن من السلاح، وتسليم السلطة للشرعية، والانخراط بعد ذلك في العمل السياسي، الذي لن يحرمهم من التعامل معهم بقدر حجمهم، وليس بقدر حجم إيران وقطر ومن يدفع بهم إلى الانتحار، فاليمن سينتصر عليهم حرباً أو سلماً، وعليهم أن يختاروا.
المصدر: البيان