وزير التعليم: مشروع متكامل لتشييد مدارس بمواصفات عالمية

أخبار

أعلن حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن الوزارة تعتزم إطلاق أكبر مشروع جديد لصيانة المدارس وتهيئتها بشكل عملي، لتستوعب حجم التغيير في مفاصل المنظومة التعليمية، إذ يتم البدء بتطبيق المشروع قريباً، ويتضمن تشييد مدارس بمواصفات عالمية تستوعب ما يقرب من 2400 من الطلبة، فضلاً عن دمج مدارس واستحداث أخرى نموذجية بمواصفات عالية الجودة.

قال الحمادي إن تطوير التعليم، اشتمل على مسارات عدة كان من بينها تطوير ومواءمة واستحداث المناهج، فضلاً عن تطوير مصادر التعلم، وتفعيل دور الأنشطة لتشكل ما نسبته 50% من أوجه تطوير التعليم في المدرسة الإماراتية مستقبلاً، نظراً لأهميتها في صقل شخصية الطلبة وتطوير مهاراتهم، والعمل على تطوير منظومة التوجيه والإرشاد في وزارة التربية بحيث يتمكن الطلبة وأولياء أمورهم من التعرف إلى الخيارات التي تقدمها منظومتنا التعليمية الحديثة.

ولفت إلى أن مركز البيانات المستحدث في الوزارة إضافة نوعية يقدم معلومات لوجستية آنية في كل ما يتصل بالمنظومة التعليمية، مشيراً إلى أن الخطة الشمولية ﻹدارة منشآت الوزارة تتضمن مرحلة جديدة تشمل مدارس بطراز حديث تسهم في توفير تعليم نوعي لطلبتنا ضمن بيئة محفزة.

جاء ذلك خلال أعمال ملتقى «رحلة المدرسة اﻹماراتية» الذي نظمته وزارة التربية والتعليم أول أمس، في دبي، بحضور جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، والدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي، ونحو 1600 من القيادات التربوية والمعلمين وأولياء اﻷمور والطلبة.

4 مسارات للتنمية المهنية

كشف وزير التربية والتعليم، عن إحصاءات تدريب المعلمين والهيئات القيادية، والإشرافية، والتنفيذية خلال العام 2017، إذ تعددت أساليب التنمية المهنية في المدرسة الإماراتية، لتضم 4 مسارات تتمثل في «التدريب المباشر، والتدريب الإلكتروني، والتدريب في مكان العمل، والمنتديات والندوات، والمحاضرات».

وأفاد بأن إجمالي عدد المتدربين بحسب إحصاءات معهد تدريب المعلمين للعام 2017، بلغ 19231 متدرباً، وعدد ساعات التدريب 96155 ساعة، فضلاً عما يقرب من 1189 ورشة تدريبية، خلال 4 أشهر يناير وفبراير ومارس وإبريل، بواقع 3903 متدربين و19515 ساعة و131 في شهر يناير، و4056 متدرباً و20280 ساعة تدريبية و151 ورشة في فبراير، 3778 متدرباً و18890 ساعة، و95 ورشة في شهر مارس، و7494 متدرباً و37470 ساعة و812 ورشة في شهر إبريل.

مراكز التدريب

فيما بلغ إجمالي عدد المتدريبن في مراكز التدريب بدبي ورأس الخيمة والمنطقة الشرقية التابعة للوزارة، خلال الأشهر ذاتها، 6583 متدرباً، و32920 ساعة، 240 ورشة، بواقع 3012 متدرباً و15065 ساعة، و87 ورشة في دبي، 1764 متدرباً و8820 ساعة و76 ورشة في رأس الخيمة، فيما كان نصيب المنطقة الشرقية 1807 متدربين و9035 ساعة و86 ورشة تدريبية.

وقال وزير التربية والتعليم، إن التدريب التخصصي للعام 2017، احتضن في شهر يناير 13200 تربوياً و جاءت مدة التدريب 264 ألف ساعة، و 480 ورشة، وفي شهر إبريل ضم العدد ذاته، ولكن زاد عدد ساعات التدريب ليصل إلى 32100 ساعة، فضلاً عن 6420 ورشة تدريبية.

وفي وقفته مع إحصاءات مجتمعات التعلم في المدرسة الإماراتية للعام 2017، خلال الشهور الأربعة نفسها، قال الحمادي إن عدد المتدريبن بلغ 11300 متدرب، ومدة التدريب بلغت نحو 12412 ساعة، وتضمنت ما يقرب من 10966 ورشة تدريبية.

9 محاور للمدرسة الإماراتية

حدد الحمادي 9 محاور رئيسية ل«المدرسة الإماراتية»، تشمل الارتقاء بالعملية التعليمية وجودة مخرجاتها وتوافقها مع متطلبات ومتغيرات سوق العمل محلياً وعالمياً، ومسارات التعليم والمناهج والتقييم، والرعاية والأنشطة الطلابية، وتطوير المعلمين، والتكنولوجيا التطبيقية وبيانات التعلم، والعمليات المدرسية، والرقابة التعليمية، وتطوير المنشآت التعليمية، ومجالس المعلمين القياديين.

وقال إن مبادرة «المدرسة الإماراتية» ترتكز على إحداث تحول جذري في مقومات وشكل التعليم في الدولة، عن طريق تحقيق مواصفات قياسية عالمية المستوى، والاستناد إلى مناهج علمية حديثة ومطورة تهدف إلى إكساب الطلبة مهارات التفكير العليا، وتعزيز كفاءة وفعالية عمليات التعليم والتعلم والتقييم، وتطوير قدرة الخريجين للمنافسة في سوق العمل في القطاعين العام والخاص، ومواكبة تغيرات سوق العمل العالمي، مضيفاً: «لن نجامل على حساب طلبتنا ووطننا، لذلك نحن ماضون قدماً في تطوير المنظومة التعليمية».

3 جوانب أساسية

أوضح الحمادي من خلال العرض الذي قدمه في الملتقى أن «المدرسة الإماراتية» ترتكز على ثلاثة جوانب أساسية هي المناهج والتقييم والتعليم، كما تتضمن أنشطة لاصفية، ورعاية ودعم الطلبة، وشراكة مجتمعية، وبيئة مدرسية جاذبة وحديثة، وقيادة مميزة، لافتاً إلى أن «المدرسة» بها ثلاثة مسارات تشمل مسار النخبة للطلبة من الصف السادس حتى الثاني عشر ويضم أفضل 10% من الطلبة، والمسار المتقدم من الصف العاشر حتى الثاني عشر، ويضم 40% من الطلبة، والمسار العام من الصف العاشر حتى الثاني عشر، ويضم 60% من الطلبة، كما تعنى «المدرسة» بالطلبة في الصفوف من السادس إلى التاسع، ومن الأول إلى الخامس، ومن مرحلة رياض الأطفال، ومرحلة رعاية الطفولة حتى عمر 3 سنوات.

معيار عالمي

أشار إلى معيار عالمي معتمد في النظم التعليمية الحديثة، يفسح المجال لتغيير ما نسبته من 20 إلى 25% من محتوى المناهج الدراسية، وهذا يندرج ضمن التطوير المستمر لقطاع التعليم، مشيراً إلى أن فريق المناهج بوزارة التربية ترجم خلال فصل دراسي واحد 35 مليون كلمة في مناهج العلوم والرياضيات، وهو جهد جبار نقدره، ويدل على كفاءة عالية، بما أسهم في ضمان انطلاق المدرسة الإماراتية بهيئتها العصرية، مؤكداً أن مادة التربية اﻷخلاقية التي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضمن المنهج، تعد نقلة نوعية ستنعكس على أجيال المستقبل إيجاباً.

وأكد أنه بعد مرور نحو عام على انطلاقة المدرسة الإماراتية بفضل دعم القيادة الرشيدة لها، وهو ما هيأ لبداية قوية ومستدامة، لتثبت فعاليتها وقدرتها على إحداث الفارق في مسيرة التعليم في الدولة، وأن مرحلة التطوير مستمرة، حيث ستشهد الفترة المقبلة نقلة نوعية جديدة في المبنى والبيئة المدرسية، والأنشطة اللاصفية، وتطوير في منظومة الإرشاد والتوجيه للطلبة، وغيرها.

خطة للتعلم الذكي

قال إنه تم وضع خطة للوصول إلى تعلم ذكي في كل مدرسة، واستخدام التقنية الحديثة في مختلف العمليات التعليمية مثل التحول نحو الاختبارات الإلكترونية، مؤكداً في الوقت ذاته أن تطوير قدرات ومهارات المعلم أولوية لذا جاء التدريب المتخصص المستمر لتعزيز سمات المعلم المهاري القادر على تقديم اﻹضافة.

واعتبر الحمادي أن ‹رحلة المدرسة الإماراتية› تجمع بين المنجز التعليمي، واﻵمال والطموحات المستقبلية، وتكرس لمرحلة تشاركية مهمة مع كافة عناصر المجتمع المدرسي، وكل ذلك يمهد نحو الانتقال إلى اقتصاد المعرفة، وتحقيق أجندة الدولة 2021.

المهارات المعرفية

أكد أن التعليم المبني على المهارات والمعرفة وليس التلقين يعد الهدف الحقيقي الماثل أمامنا في خططنا التطويرية والذي نسعى إلى بلوغه من خلال عملية تطوير التعليم، مؤكداً في الوقت ذاته أن نجاح التغيير والتمايز في نظامنا التعليمي رهن بتضافر جهود المجتمع وتقبل ضرورة التغيير وهو ما نلمسه كثيراً من خلال تفاعل عناصر الميدان التربوي.

مناقشات وقضايا

يأتي ملتقى «رحلة المدرسة الإماراتية» بطرح تربوي جديد تتفاعل من خلاله كافة أطياف الميدان التربوي عبر مناقشة قضايا تعليمية محورية تشغل اهتمام المجتمع، ويهدف إلى ترسيخ مرحلة جديدة من العمل التشاركي البناء للخروج بتصورات ومبادرات وأفكار تثري خزانة خطط وزارة التربية لبلورتها إلى عمل تربوي مستدام.

وأكدت جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، أن عام 2021 سيكون عاماً استثنائياً لدولة الإمارات بما سيحمله من منجزات اقتصادية وتنموية وتحقيق أهداف وأجندة تعليمية مهمة، مضيفةً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، يتطلع إلى أجيال مبتكرة ومفكرة فيما يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية التسلح بالعلم كضمانة للتقدم وتخريج علماء ومهندسين.

8 محاور

استعرضت الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي 8 محاور تم طرحها خلال الملتقى لمناقشتها من قبل فرق تشكلت من الحضور، مؤكدة أن النقاشات من شأنها التعرف إلى نقاط القوة في رحلة المدرسة الإماراتية، وفي الآن ذاته معالجة نقاط الضعف.

ونوهت بأن محاور النقاشات تغطي مجمل برامج المدرسة الإماراتية، ونتطلع إلى الوصول لمبادرات رائدة من المشاركين لتدعيم منظومتنا التعليمية من خلال مواضيع ومحاور مهمة تطرح على طاولة النقاش للوصول إلى أفكار ومبادرات مبتكرة تثري الميدان التربوي.

آفاق تطوير التعليم

بدوره تحدث الخبير التربوي السنغافوري البروفيسور سارفانان غوبيثان في ورقة عمل له عن آفاق تطوير التعليم مستعرضاً التجربة السنغافورية في التعليم، مؤكداً أن تجربة تطوير التعليم في الإمارات مشابهة إلى حد كبير تجربة سنغافورة، وأن السياسات التربوية في الإمارات رائدة وتستجيب للخطط الوطنية الطموحة للدولة.

وقال إن التطور المتسارع للتكنولوجيا يحتم علينا أن نضمن برامجنا التربوية بمؤشرات استشراف المستقبل، مشيراً إلى أنه يجب علينا أن نعد طلبتنا لوظائف غير موجودة حالياً وهذا يتطلب غرس قيم ومهارات فكرية وتحليلية في أذهانهم تمكنهم من الريادة والإبداع في أدوارهم المستقبلية.

بيئة مدرسية محفزة

تستهدف وزارة التربية والتعليم من خلال مبادرة المدرسة الإماراتية تهيئة بيئة مدرسية محفزة للإبداع والابتكار عن طريق استحداث مختبرات «STEAM»، وتطوير المختبرات العلمية ومراكز مصادر التعلم والحلول التعليمية، فضلاً عن تشجيع التعلم الذاتي والمستمر من خلال توفير خبرات ومصادر تعلم متنوعة، وتنمية المهارات الابتكارية والبحثية لكسب المعرفة، ودعم استراتيجيات وطموحات المدرسة الإماراتية بما يتوافق مع أهداف الأجندة الوطنية ومؤشرات الابتكار للدولة، وترسيخ ثقافة القراءة بأنواعها في المجتمع المدرسي والمجتمع المحلي.

الاختبارات الإلكترونية

تعمل وزارة التربية والتعليم على التحول إلى الاختبارات الإلكترونية من خلال تطوير بنك أسئلة وتزويده بمفردات اختبارية ترتبط بنواتج التعلم بغرض قياس مستوى أداء الطلبة من خلال تصميم اختبارات إلكترونية مقننة، ويتطلب تطوير بنك الأسئلة، تطوير المفردات وإثراءها بمفردات جديدة في ظل تطور المناهج الدراسية، وسرعة الحصول على صور متكافئة من الاختبارات وفق جدول مواصفات موحد، وتوفير صدق القياس وثباته لجميع الاختبارات المطبقة من البنك، والمقارنة الموضوعية بين مستوى تحصيل الطلبة باختلاف الفصول الدراسية والأعوام.

طرح تربوي جديد

قدَّم حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، عرضاً تقديمياً تضمن تفاصيل حول المدرسة الإماراتية، مؤكداً أن الملتقى يمثل طرحاً تربوياً جديداً ارتأت الوزارة اتخاذه منهجية عمل في رحلة تطوير التعليم، إذ تتفاعل من خلاله أطياف الميدان التربوي عبر مناقشة قضايا تعليمية محورية تشغل اهتمام المجتمع.

«رحلة المدرسة الإماراتية»

تضمنت النقاشات التي جرت خلال ملتقى «رحلة المدرسة الإماراتية» 8 محاور رئيسية، بحث خلالها المشاركون عدة مواضع مهمة، وهي محور مسار النخبة والذي تم خلاله التعريف بمشروع النخبة والتسويق له ووضع توصيات ومبادرات تطويرية للمشروع، ومحور مدرسة إماراتية إيجابية والذي حدد الاستراتيجيات والمبادرات التي تجعل المدرسة الإمارتية ذات سلوك مهني إيجابي بكل عناصرها، كما ناقش محور «ولي أمر داعم للمدرسة الإماراتية» الاستراتيجيات والآليات المحفزة لأولياء الأمور ليكونوا شركاء حقيقيين في عمليات تعلم أبنائهم ودعم المدرسة، فيما جاء محور الإرشاد المهني ودورة في صناعة مستقبل الطلبة ليبحث في الاستراتيجيات والمبادرات التي تجعل الإرشاد المهني أكثر تأثيراً في تحديد الطالب لمهنته المستقبلية والتعرف إلى ميوله.

وحدد المشاركون في محور «تفعيل المدرسة خارج إطار الدوام الرسمي» آليات طرح مبادرات لأنشطة طلابية تنفذ بعد الدوام المدرسي وفي الإجازات، وجاء محور اختبار EMSAT للتعريف بأهمية الاختبار ووضع توصيات تطويرية للاختبار، فيما بحث المشاركون في محور «تخيَّل مدرستك» كيفية جعل المدرسة بيئة جاذبة للطلبة ومحفزة للتعلم، وجاء المحور الأخير والذي حمل عنوان «استقطاب أفضل العناصر للمدرسة الإماراتية» ليحدد التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية لجهة استقطاب الموارد البشرية المتخصصة وذات الكفاءة.

رؤية الإمارات 2021

تضم «رؤية دولة الإمارات لعام 2021» 9 مؤشرات وطنية متعلقة بالتعليم، تشمل تحقيق 98% نسبة التخرج في الثانوية العامة، و95% نسبة الالتحاق برياض الأطفال الحكومية والخاصة، و1.5% نسبة الإنفاق على البحث والتطوير من الناتج المحلي الإجمالي، و100% نسبة المدارس بمعلمين ذوي جودة عالية، و90% نسبة الطلبة بمهارات عالية في اللغة العربية و100% نسبة المدارس بقيادة مدرسية عالية الفعالية، وصفر في المئة نسبة الالتحاق بالسنة التأسيسية في الجامعات، فضلاً عن تحقيق نتائج متفوقة في امتحان «PISA»، وهو مؤشر امتحان من أفضل 20 دولة، وامتحان «TIMSS» وهو مؤشر امتحان من أفضل 15 دولة.

المصدر: الخليج