تختتم القمة العالمية للحكومات أعمالها اليوم في «دار الحي»، بعد جلسات وحوارات بناءة، وفعاليات متميزة، نقلت الحضور إلى تخوم المستقبل، شارك فيها آلاف المدعوين من داخل وخارج الدولة، في مختلف التخصصات والاهتمامات من مختلف أنحاء العالم.
ولعل في بؤرة أحداث القمة الحوار التفاعلي لراعي القمة وفارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. في ذلك الحوار الذي حلق بنا سموه في آفاق غير مسبوقة من رؤى تجربته التي صنعت النجاح والتميز في الأداء الحكومي على طريق إسعاد المواطنين والمتعاملين، أكد سموه عدم وجود وصفة جاهزة للنجاح، وعلى كل مجتهد أن يضع وصفته الخاصة، القائمة على المكونات الأساسية في الإدارة، والتي تعتمد على الإخلاص في العمل، وحسن اختيار فرق العمل، والتعليم النوعي، وتمكين الشباب والمرأة، والشفافية، والتصدي للفساد. حوار جسد حرص الإمارات على إتاحة تجربة البناء الملهم للوطن لمن يرغب في الاستفادة منها.
كان الحوار فرصة للحضور، ولا سيما الشباب قادة ورجال المستقبل، للاقتراب من فكر محمد بن راشد الذي قدم عصارة وصفات في المتناول لإخراج هذه الأمة من الواقع المؤلم الذي تتخبط فيه، ومن أجل «استئناف الحضارة». ولعل أبسط وصفة من سموه كانت دعوة الحضور لاستثمار الوقت، والذي وصفه المثل العربي الشهير بالسيف الذي «إن لم تقطعه قطعك»، بينما اعتبره أبو راشد مثل مياه النهر التي تجري ولا تعود. وذلك في معرض رده على سؤال حول سر تحول الـ24ساعة إلى 84 ساعة، ومتسع الوقت الذي يجده للقيام بمهامه الرسمية والاجتماعية والعائلية، وممارسة هواياته المتعددة. ونحن نختتم هذه الدورة الناجحة للغاية من أعمال القمة العالمية للحكومات، نتقدم بالشكر الجزيل للجنة المنظمة واللجان الفرعية وفرق المتطوعين والمتطوعات الذين لم يقدموا صورة زاهية لأبناء وبنات الإمارات فحسب، وإنما رسخوا حقيقة ناصعة عن المستوى الذي تحقق للإمارات من قدرات رفيعة ومتميزة في تنظيم الأحداث والفعاليات الكبيرة بهذه السلاسة، والرقي الذي كان محط إعجاب وتقدير كل المشاركين، فلهم منا كل الامتنان، وإلى اللقاء في الدورة المقبلة التي بدأ الإعداد لها من الآن، وهكذا هي «دانة الدنيا» تطوي صفحة مضيئة لتبدأ في وضع سطور صفحة جديدة، ساطعة من النجاح والتألق.
المصدر: الاتحاد