كاتب إماراتي
تتكرر ذكرى قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر من كل عام، نحتفل فيها في الدولة وخارجها، نستعرض فيها الإنجازات، وأفعال أبناء الإمارات المخلصين، نتذكر كيف بدأت الفكرة بين المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وكيف تحول الحلم إلى حقيقة واقعة، باتت يضرب بها الوصف في الوحدة الحقيقية التي تعبّر عن ارتباط الإمارات السبع تحت راية واحدة.
ثمانية وأربعون عاماً مرت على قيام دولة الإمارات، بتنا ننافس فيها أكثر الدول تقدماً، من خلال البنى التحتية المتطورة، والخدمات المتقدمة، والحكومة الذكية، والمشروعات التي تخدم المواطن والمقيم، وباتت تتجه أنظارنا إلى أبعد من ذلك بكثير في مجالات الصحة والعلوم والتكنولوجيا والفضاء.
عندما نستعرض الإنجازات لا يعني ذلك أن نتغاضى عن السلبيات الموجودة، ولا أن نغمض أعيننا عن القصور في قطاعات وخدمات معينة، لذا نجد الحكومة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تتصدى بحزم للجهات التي ثبت تقصيرها، ولا تتوانى عن إعلان الخدمة الأسوأ، في شفافية واضحة، ليست الغاية منها التشهير بقدر ما هي رسالة للمقصرين ليعلموا جيداً أن الدولة لا تقبل بأي خدمات غير مقبولة، ولا يوجد فيها مكان للمقصرين والمتخاذلين.
الشفافية التي تمارسها حكومة دولة الإمارات أمر إيجابي يبعث على التفاؤل، وإن اعتراف الحكومة بقصور في ملف التوطين يعني أنها تعي جيداً أهميته في توفير الوظيفة للمواطن، وتدرك تماماً أن استقرار الأسرة يأتي من خلال توفير فرص العمل المناسبة، وقد بدا ذلك واضحاً بتكليف سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لمتابعة هذا الملف، وكلنا أمل في أن نرى ثمار هذه المتابعة في القريب العاجل، هنا أتذكر مقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي إذا وعد أوفى، وإذا تابع أنجز، وإذا خطط أبدع: «تفاءلوا فإن القادم أجمل وأفضل وأعظم».
حقيقةً، ليس هناك أجمل من أن تعيش في وطن مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، وطن تشعر فيه بالعز والانتماء والولاء، وطن يحترمك ويقدرك، يحتفي بك ويكرمك، وطن تكون فيه الأولوية القصوى للمواطن في شتى المجالات، نعيش فيه في راحة وأمن واطمئنان وتعاضد وتكاتف، ونثبت للقاصي والداني أن البيت شامخ وراقٍ ومتوحد.
المصدر: الإمارات اليوم