توفي أربعة شباب (طلاب) تراوح أعمارهم بين 17 و19 عاماً، إثر تعرضهم للدهس من جانب مركبة يقودها شاب إماراتي، يبلغ من العمر 18 عاماً، وفق القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، الذي انتقل إلى مكان الحادث في شارع المدينة الجامعية باتجاه دوار الورقاء، فيما أخذت الجهات المعنية بالتحقيق عينة من دمه للتأكد من عدم تعاطيه الكحول اثناء الحادث.
وتفصيلاً، قال المزينة إن الحادث وقع في الساعة 11.23 دقيقة، من مساء أول من أمس، حينما انحرفت مركبة طراز «نيسان باترول» حديثة، يقودها شاب مواطن، بسرعة بالغة من اليسار إلى اليمين، حيث كانت تقف سيارتان على كتف الطريق، فاصطدمت بهما ثم تدهورت إلى منتصف الطريق.
وأشار إلى أن ضحايا الحادث كانوا يقفون بجوار سيارتهم، فتعرضوا للدهس من جانب المركبة المتسببة، ما أدى إلى وفاة أربعة وإصابة آخرين، لافتاً إلى أن الذين نجوا من الحادث أفادوا بأن إحدى المركبتين غرزت في الرمال، وتعاونوا حتى أخرجوها، لذا كانوا يقفون في هذا المكان.
وأضاف أن المتوفين، هم: أميركي، وأردني، وفلسطيني، ولبناني، لافتاً إلى أن خمسة آخرين من جنسيات مختلفة، أصيبوا بإصابات راوحت بين البليغة والمتوسطة والبسيطة، فيما أصيب سائق السيارة المتسببة في الحادث بإصابة بسيطة، ونقلوا جميعاً إلى مستشفى راشد لتلقي العلاج.
وأشار إلى أن خبراء الأدلة الجنائية ومسرح الجريمة والطب الشرعي، وخبراء تخطيط الحوادث انتقلوا إلى مكان الحادث، لمعاينة المكان، وإعداد تقرير فني حول ملابساته، وتم أخذ عينة من دم السائق المتسبب، للتأكد من أنه لم يكن تحت تأثير الكحول اثناء وقوع الحادث.
إلى ذلك، قال مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، الذي انتقل إلى موقع الحادث، إن المعاينة الأولية تؤكد أن الحادث وقع نتيجة السرعة الزائدة، والإهمال، وعدم الانتباه، مرجحاً أن يكون سائق السيارة انشغل بشيء ما، أفقده الإحساس كلياً بالطريق، ولم ينتبه إلا على اصطدامه بإحدى السيارتين، التي اصطدمت بدورها بالأخرى.
وأضاف أن الشاب المتسبب في الحادث تعرض لإصابة بسيطة، وقال حينما أخرج من المركبة في حالة صدمة، إنني «أشعر بألم في ذراعي»، فتم نقله إلى مستشفى راشد لتلقي العلاج، تحت حراسة الشرطة، ومنها إلى التوقيف، إلى أن تم عرضه على نيابة السير والمرور للتحقيق معه. وأشار المنصوري إلى عدم وجود أي مؤشرات تدل أن الشاب المتسبب كان يتسابق مع أحد حينما وقع الحادث، لافتاً إلى أنه حصل على رخصة القيادة حديثاً، وكان يقود سيارة حديثة، مؤكداً أن التهور كان سبباً رئيساً في الحادث، الذي راح ضحيته شباب في مقتبل العمر.
من جهة أخرى، سجلت شرطة دبي 90 حالة وفاة ناتجة عن حوادث مرورية، خلال النصف الأول من العام الجاري، وتصدر الانحراف المفاجئ قائمة الأسباب المؤدية إلى الحوادث القاتلة، إذ نتجت عنها وفاة 31 شخصاً، وإصابة 304 آخرين، وفق إحصاءات الإدارة العامة للمرور.
وتابع المنصوري أن شرطة دبي تبذل جهداً كبيراً، للحد من أسباب الحوادث القاتلة، سواء بالردع من خلال رصد وضبط المتهورين، منتهكي قوانين السير، وحجز السيارات المخالفة، أو من خلال التوعية.
وأكد أن الجهود التي تبذلها الشرطة، وغيرها من الجهات المعنية بضبط أمن الطريق، ينبغي أن تكتمل بقيام الأسرة بواجباتها، من خلال متابعة أبنائها لأن السيارة يمكن أن تتحول إلى أداة للقتل، لذا لا يفترض أن يشتري الأب سيارة حديثة لابنه دون أن ينبه عليه بضرورة الالتزام بآداب القيادة الآمنة.
القيادة بطريقة خطرة
حجزت شرطة دبي ما يزيد على 1000 مركبة، تورط سائقوها في القيادة بطريقة خطرة، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وشملت المخالفات التي ارتكبها عدد من سائقي تلك المركبات: القيادة عكس الاتجاه، والصعود على الأرصفة، وكسر الإشارات الحمراء، والقيادة بطريقة تمثل خطراً على الجمهور، والهروب من الشرطة.
المصابون كندي وأميركي ومصري وروسي وإماراتي
أفادت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف بأن مسعفي المؤسسة تعاملوا مع خمس مصابين في الحادث حالتهم بين بليغة ومتوسطة. وقال رئيس قسم عمليات الإسعاف الطارئة في المؤسسة، مشعل عبدالكريم جلفار، إن «الحادث أسفر عن إصابة شاب (أميركي ـــ 18 عاماً) بإصابات بليغة، إذ يعاني إصابة في الرأس، وكسر في الفخذ الإيمن، وأصيب (روسي ـــ 19 عاماً) بإصابة متوسطة في العنق، وآخر (كندي ـــ 18 عاماً) أصيب بنزف في الرجل اليسرى، ورضوض في الكعب، كما أصيب (مصري ـــ 17 عاماً) بإصابة في الرأس، ونزف في الرجل اليسرى، وآلام في الركبة والظهر، كما أصيب (إماراتي ـــ 18 عاماً) بإصابة بسيطة في الظهر، وحالته مستقرة».
وأشار جلفار إلى أن «المؤسسة تلقت بلاغاً بالحادث في الساعة 11 و28 دقيقة، ووصلت أول سيارة إسعاف إلى موقع الحادث بعد ثماني دقائق».
ولفت إلى أن «خمس مركبات إسعاف و10 مسعفين تولوا إسعاف المصابين، ونقلهم إلى مركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد».
المصدر: الإمارات اليوم