وصف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أجواء جلسة المباحثات من مشاورات السلام اليمنية التي جرت، أمس السبت، بين الأطراف اليمنية بأنها كانت «إيجابية وبناءة ومشجعة وتؤسس لأرضية صلبة لحل تفاهمي» للأزمة في اليمن، وذلك بعد جلسة مباحثات مشتركة من مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت لليوم العاشر بين ممثلي وفود الحكومة اليمنية والمؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي، برعاية الأمم المتحدة، وذلك لمناقشة سبل معالجة القضايا الأمنية والسياسية في المرحلة المقبلة.
وقال ولد الشيخ أحمد إنه بدعم الشعب اليمني فإن المشاورات تمضي في الطريق الصحيح، لكن لا تزال هناك عقبات، وقال: «قطعنا شوطاً كبيراً في المباحثات، وهناك إرادة مشتركة للتوصل إلى حل». وقال «نعمل حالياً على وضع إطار استراتيجي عام، يشمل مقترحات الفريقين، ويُبنى على القواسم المشتركة لوجهات النظر التي قدمت وتشكل تصوراً شاملاً عن المحاور والآليات».
وأكد، في مؤتمر صحفي عقده بقاعة حمد الرومي بمقر وزارة الإعلام الكويتية، مساء أمس، أن الوفدين اليمنيين قدما ورقتين تضمنتا الالتزام الكامل بالقرار الأممي 2216، مشيراً إلى أن الأجواء الإيجابية سادت جلسة، أمس. وأضاف: نراقب التطورات الأمنية بشكل متواصل، وهناك خروق مروعة للهدنة، ومن أولوياتنا تثبيت وقف إطلاق النار.
وأوضح أن الأطراف المشاركة في المباحثات اتفقت على المرجعيات الثلاثة، وأبرزها القرار الأممي رقم 2216. ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية تصل باستمرار إلى المناطق اليمنية كافة، معلناً أن أكثر من 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مشدداً على «أننا لا نريد الخروج من الكويت إلّا بحل مستدام للأزمة اليمنية»، وقال: «مشاورات الكويت يجب أن تضع الإطار العام للحل السياسي للأزمة اليمنية»، وقال: «كل الحروب تأخذ وقتاً لكن الحل الحقيقي هو الحل السياسي»، مؤكداً أن الالتزام بالهدنة من أولويات المشاورات، لافتاً إلى أن المدنيين في اليمن هم الذين يدفعون ثمن التراخي، وعدم الالتزام بالهدنة.
وحول خروق وقف إطلاق النار، قال ولد الشيخ «إننا نراقب التطورات الأمنية بشكل متواصل، وبالرغم من الهدوء النسبي المسيطر على معظم المناطق، فإن هناك خروقاً مروعة في مناطق أخرى، ونحن على تواصل مع لجان التهدئة لمعرفة أسباب هذه الخروقات، ونبذل جهداً للضغط على الأطراف المعنية».
وأضاف أنه سمع من الحكومة اليمنية عن سقوط ضحايا مدنيين في اليومين الماضيين معرباً عن أمله في أن «يدفع اليمنيون ثمن التراخي، وعدم الالتزام». وشدد على أن دماء اليمنيين «تدفعنا للضغط أكثر على الجميع للتقيد الكامل بوقف الأعمال القتالية». وقال إن السلام في اليمن لن يكون إلّا من خلال حل سياسي، مشدداً على ضرورة أن تكون مشاورات الكويت هي التي يجب أن تضع الإطار العام والعملي لهذا الحل.
وأضاف قائلاً «فليكن عنوان هذه المرحلة هو المضي قدماً في طريق السلام، خاصة أننا نلاحظ رغبة مشتركة من المشاركين في التقدم في مسار السلام، وأن تصل نسمات الارتياح إلى قلب كل مواطن ومواطنة في اليمن ونستبشر بمشاورات الكويت خيراً، وأن يكون اليمن قريباً على موعد مع اليسر بعد العسر». وأكد ولد الشيخ أن حل الأزمة اليمنية سوف يسهم في مواجهة انتشار الجماعات المتطرفة، وقال: إن «مشاورات الكويت بناءة وتؤسس لأرضية صلبة لحل تفاهمي».
ومن المنتظر أن تستكمل الوفود اليمنية اليوم خلال المشاورات السياسية التي يجريها ولد الشيخ أحمد لمناقشة الإطار العام الذي اقترحته منظمته الدولية، بشأن هيكلية وإطار العمل بالنسبة للمحاور السياسية والأمنية والاقتصادية في المرحلة المقبلة والاستماع لتصور كل طرف حول هذا الإطار، ولاسيما فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية والانسحابات من المدن وتسليم الأسلحة والأسرى والمعتقلين.
المصدر: الخليج