ويقترب العام من نهايته ، ونتطلع للعام القادم ، بحب، بأمل وبسؤال يلازمنا كل عام ، من بقي لقلوبنا ممن سكنوها ، ومن هم الذين اختاروا الرحيل عنا؟

ولنكن على يقين ان من رحل عنا برغبته ودون تقصير منا لم يكن يستحق البقاء ، ولا يجيده وان القادم سيكون أجمل بقدر عطاء قلوبنا وصدقها وحسن نواياها .

لذلك استقبلوا عامكم بأرواح تولد من جديد مع أول ثانية من بعد منتصف الليل ، وأكرموا كل جديد قادم في حياتكم من قلوب وأشياء وأماكن فكلها بإذن الله ويقينكم بحقكم فيها ستحمل لكم السعادة والطمأنينة للقادم بأنه سيكون أجمل لا محالة .

ان الوعي بأن لكل منا حياته التي وهبها له الواحد الأحد ، وهو وحده كفيل به وبطريقة تعامله وسلوكه ، يجعلنا واضحين في التعامل مع قراراتنا وسلوكنا وأكثر احتراما لحياة الآخر وقراراته وخصوصية سلوكياته ما دامت لا تمس الغير بضرر .

و هنا يتضح مدى حبنا لذاتنا والذي تنبع منه كل محبة للغير ، فمن جهل التعامل مع مشاعره ظلم مشاعر غيره ، وهضم حق محبيه في إنزال قلوبهم منازلها التي تستحق وجديرة بها

فوعيك بحق ربك ، وطنك ، أهلك ، وبحقك عليك أولاً ، يخلقك دوما من جديد ويعيد ترتيبك لأنك تجد روعة التعامل والتواصل في كل ما حولك و من حولك وهنا يأتي العطاء بلا منّة

كفوف الخير لا تُخذل أبدا عاجلا أو آجلا ستنال ما تستحقه من تكريم سماوي ودنيوي وأولها حب الله وخلقه لها ، فلا تقنط من الجحود ان صادفك يوما ولا تتوقف عن الحب وإن كشر الكره من حولك عن أنيابه .

ستجد إحساسك بغيرك يهذبك من الداخل ويزيد قربك من ربك مع كل ما نعمة أكرمك بها مقارنة بمن حرم منها ومدك يدك بالخير هو حمدك لهذه الهبات الربانية ، وشكرك أيضا لمن أضاء حياتك ولو ببسمة هو من مكارم الأخلاق التي لا تقدر بثمن .

ولعل مبادرة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتكريم الجنود الذين يعملون في الخفاء من أجل نظافة وجمال بلادنا هي أجمل باقة شكر لمن يستحقها ، ولفتة تجعلنا نقف عندها لنسأل أنفسنا كم قلب من هذه الفئات يعمل وهو حزين لفراق وطن وأهل وأحبه وكم ستمنحه هذه اللفتة من فرح في حين انها لن تكلفنا شيئا يذكر سوى ( إبتسامة ويد بشكرا تمتد لهم ) .

شكرا لله على هؤلاء القادة المُلهمين الذين حبانا الله بهم وشكرا لوطني على كل هذا الحب
وعام جديد يا أحبتي وقلوب سعيدة بما لديها ، موقنة بأن القادم أجمل وأكثر سعادة بإذن الله .

خاص لـــ (الهتلان بوست)