مدير تحرير صحيفة الجزيرة
لم أجد عنواناً آخر يناسب حالة «عبدالله الداوود» الذي طالب في قناة «المجد» بتغطية وجه الطفلة متى ما كانت مشتهاة، خصوصاً إن كانت جميلة أو مليانة الجسم. وهذه الرسالة موجهة بالطبع للعائلة، مما يستدعي التفكير في الهيكل الأسري وإعادة تشكيله ليتفق مع رؤية الداوود وغيرته على البنيات البريئات التي تتناوشهن عيون الشهوانيين من الأسرة وهي تلهو في براءتها!
استناداً إلى الغضبة التي واجهت الداوود، فإن بعض المقترحات يمكن أن تسهم في طمأنته دون اللجوء إلى خنق «البنيات». منها أن تحرص الأسرة على تجويع طفلتها فلا يكون جسمها إغراءً لذويها. ومن الحلول الأصيلة الزواج من الدميمات فتتقلص احتمالية إنجاب الجميلات والاستفادة من التقنية في تحديد جنس المولود، فلا يكون الذكور أكبر من البنات؛ ضماناً لانتفاء الشهوانية، وإن كانت المشكلة تبقى في الأقرباء الآخرين.
يمكن أيضاً فصل البنات عن الأولاد في البيت فلا يلتقون إلا باشتراطات محددة وملابس يجيزها أحد المعتبرين من أصحاب «الفتاوى» المماثلة،
أو تعويد الأبناء على السفر كثيراً فتنطفئ شهوة عيونهم ويتحسن سلوكهم.
يجب خلط الماء بالكلور لتخفيف الرغبات، واستجلاب أجهزة تثبت في أجسام الرجال وتصدر أصواتاً حال الاستثارة، وهذه يمكن الاستفادة منها في الأسواق وأماكن العمل أيضا.
كان من الممكن طرح تزويج الأطفال قبل الرابعة عشرة، إلا أن الخشية من الفساد المتأصل قد تؤدي إلى نتيجة معاكسة وهي زيادة الشهوانية.
الحل الأسهل، هو منع «الداوود» ومن على شاكلته من الفتوى، إلا أن هذا مستحيل، فطلاب الشهرة من المشايخ الجدد كثر والقنوات المتطلبة أكثر.
المصدر: صحيفة الشرق