محمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"
لا داعي أن تشجعوا أبنائكم على القراءة، ففي بحث أجري في الغرب، من قبل الصندوق الوطني لمحو الأمية، وهو صندوق خيرى معني لزيادة الوعي لأهمية محو الأمية، لوحظ تصاعد مشاعر الإحراج من القراءة من قبل الأطفال والمراهقين، وتقول الدراسة أن خمس الأطفال والمراهقين، الذين أجريت لهم المقابلات، أفادوا أنهم يشعرون بالإحراج، إذا رآهم أصدقائهم وهم ممسكون بكتاب، كما أفادت الدراسة، أن 33% فقط من الشباب يعتبرون القراءة أمر عصري “كول” وتلك النسبة تنخفض إلى 14% وسط المراهقين في ما بين سن 14 و15 سنة.
مما يعني أن عدد القراء في الأجيال الغربية الجديدة، آخذ في الانخفاض، وبذلك وبعد مضي عدة سنين، ستتشابه المجتمعات العربية والغربية في عدم قراءتها، وسنخرج نحن العرب من دائرة أمة لا تقرأ.
غير أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، سواء عندنا أم عندهم، إذ أن الملاحظ حولنا وأينما وجهنا وجوهنا، هو ارتفاع نسبة قراء وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الذين يتبادلون الأحاديث مع بعضهم البعض، سواء وجهاً لوجه، أو عبر الهاتف، هم بعض من بقايا الجيل القديم، الذين ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الصوتية، أو كبار السن “الطيبين”، بينما الجيل الجديد، فأغلبه إن لم يكن جميعهم، لا يتبادلون الأحاديث مع بعضهم، وإنما يتواصلون، بالرسائل المكتوبة عبر أجهزتهم ” بلاك بيري مسنجر، الواتس اب .. الخ”.
وهذا يعطينا مؤشر على أن الجيل الجديد، يحب القراءة، بل يحبها جداً، وهو مشغوف بها، ولكنها يجب أن تكون
1- قصيرة جداً
2- مباشرة، بلا لف ولا دوران
3- تكثر فيها الأخطاء الإملائية
4- المهم الخلاصة (الزبدة) وليست الصيغة
5- يفضل أن تكون نكتة (عن المحششين، الأغبياء وكبار السن)
6- العبارات المقتبسة من الأغاني لها الأفضلية “مما يحمل كتاب الأغاني مسؤولية كبيرة”
7- التعليق على الصور ومقاطع الفيديو، له أثر بالغ في توصيل الفكرة.
8- الشكوى من قساوة الحياة “هذا بالذات يكثر ضمن المراهقين الواقعين في الحب”
9- دعوة لحضور عرض فلم أو حفلة غنائية
10- إعلان مجاني، عن محل كول لتجمع المراهقين والجلوس بجنب بعض، لتبادل الرسائل القصيرة وقراءتها.
والقائمة تطول. ما أود التنويه له هنا، أن الجيل الجديد يقرأ بطريقته الخاصة، وعلينا نحن المتمسكين بآداب الحديث، والتخاطب الصوتي، بدراسة تلك الوسائل والتعمق فيها واستغلالها، لإيصال رسائلنا لهم، علينا نفض غبار الزمن من أساليبنا التوعوية القديمة وتبني طرق توعية جديدة، تتماشى مع ميول شبابنا وأطفالنا. فحملات التوعية في البرامج الإذاعية والتلفزيون لا تغني ولا تسمن من جوع، بل على العكس تزيد من تمردهم، علينا أن نتعلم الطباعة بسرعتهم، أن نرسل لهم رسائل نصية قصيرة، بالصيغة التى يفهمونها ويحبونها، علينا أن نكسبهم في صفنا، وأن نقتحم عالمهم بأساليبهم لا أساليبنا، لكي يسمعوا لنا.
الخلاصة: علينا تقمصهم، ورؤية الأمور من منطلقهم، مع إضافة خبرتنا ولكن بطريقتهم الخاصة.
خاص لـ ( الهتلان بوست )