اليوم تحتفي الإمارات مع العالم بيوم من أيام التاريخ صنعته رؤية قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورسخ نهجاً إماراتياً أرساه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتكون أرض الإمارات وطن الخير والعطاء والأخوة الإنسانية دون تمييز بين البشر بسبب أعراقهم أو ألوانهم أو معتقداتهم.
اليوم ثمرة جهد دبلوماسي رفيع قادته الإمارات مع شقيقاتها مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وبدعم من 34 دولة، لتعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن الرابع من فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، تخليداً لذكرى توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، والتي وقعها فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية لدى زيارته التاريخية للإمارات فبراير 2019، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في رحاب صرح زايد المؤسس بعاصمتنا الحبيبة أبوظبي.
وثيقة مثلت إعلاناً مشتركاً يحث على السلام بين الشعوب، وتؤكد على ثقافة الحوار والتعاون بين الأديان، وترسيخ الاحترام المتبادل لدى الأجيال، اعترافاً بأننا جميعاً أفراد أسرةٍ إنسانيةٍ واحدةٍ.
جاءت الوثيقة لتؤكد قيماً إنسانية عظيمة من تمسك بمبادئ السلام، والتعايش وقبول الآخر والمساواة، وغيرها من المبادئ العظيمة التي تحض وتحث عليها الأديان السماوية، ودعواتها إلى التآخي والتعاون لما فيه صالح الإنسان والبشرية قاطبة.
شهدت تلك المناسبة التاريخية انعقاد «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية»، وكان الأول من نوعه؛ بهدف التصدي «للتطرف الفكري وسلبياته، وتعزيز العلاقات الإنسانية، وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف». وكانت انطلاقة جامعة تستنفر الطاقات والهمم وتضع قادة الأديان أمام مسؤولياتهم لمواجهة أصوات التطرف والغلو ودعاة الفتن وناشري الخراب والدمار وسفك دماء الأبرياء، الذين يستغلون الأديان ويتاجرون بها لتمرير وتبرير أعمالهم الإرهابية، وتعطيل جهود المجتمعات للبناء والتنمية.
الرابع من فبراير سيظل راسخاً في الذاكرة الإنسانية يحمل عرفاناً وتقديراً عالمياً لمبادرات «بلد زايد الخير»، إمارات الخير والمحبة والعطاء، وهي تضع يدها بيد كل الخيرين في العالم من أجل عالم يسوده التفاهم والتعايش والتسامح للعمل معاً لخير الجميع، ودامت إماراتنا منارة وعاصمة للخير.
المصدر: الاتحاد