بالأمس كان الثالث من يوليو، يوم سقوط المنافقين، أهل الردة من خوارج العصر الحديث، يوماً حفر في الذاكرة العربية بعد أن قال شعب مصر بصوت واحد «لا للإخوان»، فلبى الجيش العظيم للبلد العظيم النداء.
خمس سنوات مضت على إزاحة حكم، الفئة الباغية، يوم أسدل الستار على الكذبة الكبرى التي كانت تقود الأمة نحو المجهول، ومازلنا نعالج آثار الدمار الذي ألحقه الإخوان بإرهابهم ومؤامراتهم في مصر والدول الأخرى التي امتدت إليها أياديهم، ونشد على أيادي الذين تصدوا لهم وأوقفوا زحفهم نحو السيطرة والتمكن من الحكم، فنحن لا نستطيع أن نتخيل حال هذه الأمة لو أنهم استمروا في الحكم أكثر من سنة، فهم لا تعنيهم الأوطان، لهذا اضروا باقتصاد تونس ومازالوا يفعلون لاستمرارهم تحت غطاء التقية شركاء في الحكم، ولولا وعي الشعب التونسي ما تركوا سدة الحكم بعد سقوطهم في الانتخابات، ولكانوا ضموا تونس إلى ليبيا ملاذاً للميليشيات وتجار الحروب والإرهابيين، ولكان وجودهم في مصر يعني إضعاف دول الخليج، وتمكين عصابة «القرضاوي» القطرية، وعاثت إيران حليفتهم فساداً يفوق فسادها في اليمن والعراق وسوريا وطالت مخالبها في اتجاه دول أخرى، ولفازت «هيلاري كلينتون» برئاسة أميركا، وحسمت صفقة سيناء الوطن البديل للفلسطينيين مقابل حكم حماس، وضاعت الضفة كلها إلى الأبد.
كان يمكن أن تكون هذه السنوات الخمس الفاصلة ما بين 3 يوليو 2013 و3 يوليو 2018 أكثر عتمة من السنوات التي سبقتها، والحاضر الذي نعيشه، فالأعداء كانوا يتحينون الفرص، من تركيا شمالاً، إلى نظام الملالي شرقاً، مروراً بذلك الكيان المتطلع إلى دولة كبرى تمتد من النيل إلى الفرات، إلى مجموعات داخلية باعت أوطانها إلى «مرشد الملالي» أو «مرشد الإخوان».
إنها الإرادة الوطنية تلك التي حسمت الأمور في الثالث من يوليو 2013، فحافظت على استقرار مصر والدول العربية الأخرى، واستعادت المبادرة لمواجهة المخاطر والتحديات، وعملت بإخلاص على إزالة آثار الفوضى التي طالت الأمة منذ مطلع 2011. والحمد لله أننا نرى اليوم مصر القوية تخطو خطوات ثابتة نحو النهوض بأبنائها بعد هذه السنوات القليلة، بجهد من القيادة التي وضعت مصلحة الوطن والشعب فوق كل الاعتبارات الأخرى، فتحية لمصر، وتحية لرجال 3 يوليو، وتحية لشعب حطم أصنام الإخوان.
المصدر: البيان