120 دقيقة زمن إخماد نيران بــــــرج الشعلة.. وإخلاء مئات السكان في دقـــــــائق دون إصابـات

أخبار

شبّ حريق في برج الشعلة، أحد أطول الأبراج السكنية في دبي، فجر أمس، ويعد هذا الحريق هو الثاني الذي يشهده البرج خلال عامين.

وتمكن الدفاع المدني في الإمارة من تحويل هذا التحدي إلى إنجاز، من خلال السيطرة على الحريق في زمن قياسي لم يتجاوز ساعتين، وإخلاء مئات الأفراد من السكان في دقائق معدودة دون وقوع إصابة واحدة، وتسكينهم في أبراج مجاورة حفاظاً على راحتهم وتهدئة روعهم.

وقال القائد العام لشرطة دبي رئيس فريق إدارة الأزمات والكوارث بالإمارة، اللواء عبدالله خليفة المري، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تابع جهود إطفاء حريق برج الشعلة، أمس، ووجّه بإيواء سكان المبنى مباشرة في أبراج وفنادق قريبة.

كما تابع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، جهود فرق العمل في عملية المكافحة والإنقاذ التي حضرها سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وقدم الدعم للفرق الموجودة.

وأكد المري، أن «منظومة كاملة أدارت التعامل مع الحادث باحترافية شديدة، خصوصاً في إخلاء مئات السكان دون وقوع إصابة واحدة، وإيوائهم في أبراج مجاورة، منها برج الأميرة، وتنظيم حركة السير في المنطقة خلال دقائق لتسهيل وصول آليات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف الموحد».

فيما ذكر مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، لـ«الإمارات اليوم»، أن «التدابير الاحترازية، أو ما يعرف بحوكمة أنظمة السلامة في ناطحات السحاب والمباني، لعبت دوراً بارزاً في احتواء الحادث ومنع امتداد النيران إلى الأبراج المجاورة، كما أسهمت بشكل رئيس في إنقاذ مئات الأرواح، إذ وفرت ما يعرف باسم (الستائر الواقية)، التي كانت تواجه موجات النيران كلما تدفقت إلى داخل البرج».

وأضاف أن «فرق الإنقاذ والإطفاء واجهت بكفاءة تحديات كبيرة، أبرزها ضخامة المبنى، الذي يعد بمثابة منطقة سكنية مستقلة تضم أكثر من 600 شقة، وكذا توقيت الحريق المتأخر، ووجود معظم السكان داخل شققهم، وتساقط كتل ملتهبة من كساء المبنى، ووقوف مركبات بالأسفل، فضلاً عن منع وصول النيران إلى الأبراج المجاورة، مطبقة ما يعرف بـ(تكتيك الاقتحام السريع)».

متطوعون بوازع مهني

بادر رجال إطفاء تابعون للإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، بالتوجه فوراً إلى مكان الحريق، والمشاركة في عملية الإطفاء والإنقاذ على الرغم من أنهم ليسوا في الخدمة، ودون استدعائهم من قبل مديريهم، لكنهم حضروا بوازع مهني، لمساعدة زملائهم وتقديم الدعم والعون لهم.

منطقة سكنية صغيرة

أكد مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، أن تكرار الحريق في البرج ذاته خلال عامين لا يعد أمراً غريباً، لأنه بمثابة منطقة سكنية صغيرة في ظل هذا العدد الضخم من الشقق والطوابق.

تضرر 64 طابقاً

كشف الدفاع المدني في دبي، أن حريق برج الشعلة امتد من الطابق 26 (من الركن الجنوبي الغربي للبرج) إلى أعلى، وبلغ عدد الطوابق المتضررة 64 طابقاً من الخارج، فيما عدا الطابقين 83 و84 اللذين تعرضا لأضرار بسيطة من الداخل، وبلغ عدد الشقق المحترقة 38 شقة من إجمالي 676 شقة في البرج الذي يتكون من 87 طابقاً، بواقع 84 طابقاً سكنياً، وثلاثة طوابق للخدمات..

أبرز التحديات في حريق «الشعلة»

– ضخامة المبنى الذي يعد من أعلى الأبراج في دبي.

– اندلاع الحريق بعد منتصف الليل.

– معظم السكان داخل شققهم.

– تساقط كتل ملتهبة من كساء المبنى.

– وقوف مركبات أسفل البرج.

– الحيلولة دون امتداد النيران إلى الأبراج المجاورة.

• 600 شقة يضمها برج الشعلة.

• 87 طابقاً يشملها برج الشعلة منها 3 طوابق خدمية والأخرى سكنية.

ذكر مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، أن «بلاغاً ورد في الساعة 12:45 من صباح أمس، يفيد باندلاع حريق في برج الشعلة الذي يتكون من 87 طابقاً، فانتقلت فرق الإطفاء على الفور، ووصلت إلى الموقع خلال أربع دقائق، وتبين أن الحادث متطور، وبدأ من الطابق 26 من البرج، وتضرر من الحريق 64 طابقاً».

وأضاف أن «هناك جوانب مهمة ساعدت فرق العمل على التعامل السريع مع الحادث، منها التدريب مئات المرات على عمليات الإخلاء، والتعامل مع حريق سابق في البرج ذاته بظروف أكثر شراسة وصعوبة، وتطبيق ما يعرف بدليل إجراءات الطوارئ»، لافتاً إلى تشكيل غرفة عمليات ميدانية خارج المبنى، وتقسيم فرق العمل التي تم استدعاؤها من ستة مراكز دفاع مدني، هي: مركز المرسى، الذي يعد جهة الاختصاص، ومراكز شهداء الإمارات، والقوز، والبرشاء، وبورسعيد، والراشدية، والإنقاذ البحري.

وأشار المطروشي، إلى أن «الفرق المكلفة بعملية الإخلاء باشرت عملها فوراً مع شركائها من شرطة دبي والإسعاف والبلدية، وذلك في أداء منظم حال كلياً دون حدوث تدافع أو اختناقات أو إصابات في صفوف السكان، الذي تم تهدئة روعهم والتأكيد لهم أن كل الأمور تحت السيطرة ولا يوجد ما يهدد حياتهم».

وأوضح أن «فرق الإطفاء نفذت ما يعرف بـ(تكتيكات الاقتحام السريع) من داخل البرج، ما ساعدهم على تحجيم الحريق ومنع امتداده الى أجنحة البرج الأخرى والأبراج المجاورة، وهذا التكتيك سمح لفرق الإطفاء والإنقاذ بالانتشار بشكل مدروس في الطوابق التي طالها الحريق».

وأكد أنه «في مثل هذه الحوادث تظهر قيمة البنية التحتية القوية لأنظمة الوقاية من الحرائق في دبي، إذ حجمت أنظمة السلامة الذكية في البرج النيران ومنعتها من الدخول إلى المبنى، وحصرتها في الواجهة فقط، ما ساعد رجال الإطفاء على اقتحام المبنى، والإطفاء من الداخل».

وذكر المطروشي، أن «أنظمة السلامة والإطفاء في الأبراج تخضع لمراقبة دقيقة من قبل نظام (24/‏‏‏‏7)، الذي يدقق على كل صغيرة وكبيرة، ويعالج الخلل بمجرد وقوعه»، مؤكداً أنه «لولا عمل هذه الأنظمة بكفاءة، لكان الحريق أدى إلى كارثة حقيقية وسط منطقة تعج بالأبراج السكنية».

وأوضح أن «حرائق الأبراج لها خصوصية، وتمثل تحدياً كبيراً، لأن من الصعب وصول معدات وأدوات الدفاع المدني إلى جميع أركانها في ظل الارتفاعات الشاهقة، وهنا تبرز أنظمة السلامة التي تواجه الخطر بفاعلية».

وتابع المطروشي: «تمارين الإخلاء التي تنفذ بشكل دوري كانت عاملاً رئيساً في التعامل بكفاءة مع هذا الحريق، لأن رجالنا كانوا يعرفون واجباتهم جيداً، ولم يهدروا دقيقة واحدة لأنهم خاضوا هذا الموقف كثيراً في تدريباتهم».

وكشف أن «دليل إجراءات الطوارئ، الذي أعده الدفاع المدني في دبي، ضاعف من حرفية رجال الإطفاء والإنقاذ، وهناك منظومة أقرب إلى مؤسسة قائمة بأفرادها تتعامل مع هذا النوع من الحوادث لها قائد ميداني، يتولى إدارة العملية بالكامل، ولا يتدخل أحد في قراراته».

وأوضح أن «اشتعال حريق سابق في البرج ذاته قبل عامين وتحديداً في فبراير 2015 دفع الإدارة العامة للدفاع المدني إلى وضع اشتراطات جديدة في أنظمة السلامة، أسهمت بشكل فاعل في تقليل الأضرار والسيطرة على الحريق خلال أقل من ساعتين».

سيف بن زايد تابع جهود الإطفاء.. ومنصور بن محمد قدّم الدعم لرجال الإنقاذ

المري: الحادث يبرهن على البنية التحتية الأمنية القوية لدبي

نوهت القيادة العامة لشرطة دبي، بمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لحادث الحريق الذي كان قد وقع في برج الشعلة بمنطقة المارينا.

وقالت إن المتابعة الدقيقة تؤكد حرص الحكومة وملامستها الإنسانية في الاطمئنان وسلامة القاطنين وتوجيهاتها بإيوائهم في فنادق قريبة من البرج، مشيرة إلى وجود سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، في موقع الحادث ودعمه لجميع الفرق الميدانية في إجلاء القاطنين بسرعة قياسية.

وقال القائد العام لشرطة دبي رئيس فريق إدارة الأزمات والكوارث بالإمارة، اللواء عبدالله خليفة المري، إن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تابع جهود إطفاء حريق برج الشعلة، أمس، ووجّه بإيواء سكان المبنى مباشرة في أبراج وفنادق قريبة. كما تابع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، جهود فرق العمل في عملية المكافحة والإنقاذ، التي حضرها سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وقدم الدعم للفرق الموجودة».

وأكد المري، أن «هذه الحوادث تبرهن على البنية التحتية الأمنية القوية في الإمارة»، مضيفاً أن «فرق العمل بذلت جهداً كبيراً أسفر عن إخماد الحريق في وقت قياسي، وعدم وقوع أي خسائر بشرية وتقليل الأضرار المادية»، مبيناً أن «فرق الإنقاذ فتشت 597 شقة في البرج وأجلت السكان، ونقلتهم إلى ثلاثة فنادق قريبة من موقع الحادث».

ونوّه المري، الذي تابع جهود فرق المكافحة من موقع الحادث، بدور الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي والإدارات العامة في شرطة دبي، وهي التحريات والمباحث الجنائية، والعمليات، والنقل والإنقاذ، وأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، والأدلة الجنائية، وأمن المواصلات، ومركز شرطة البرشاء، وبلدية دبي، ومؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، مؤكداً على «متانة أنظمة الأمن والسلامة المطبقة في برج الشعلة».

• فرق الإنقاذ فتشت 597 شقة في البرج وأجلت السكان، ونقلتهم إلى ثلاثة فنادق قريبة من موقع الحادث.

وأكد المري، أن «فريق الأزمات والكوارث لعب دوراً محورياً في تنسيق جهود احتواء هذه الأزمة الطارئة، وتحجيم الأضرار الناجمة عنها في أضيق نطاق ممكن، وضمان أمن وسلامة الجمهور، اللذين يأتيان دائماً في مقدمة الأولويات»، مثمناً حضور القائد العام للدفاع المدني بوزارة الداخلية، اللواء جاسم محمد المرزوقي.

المصدر: الإمارات اليوم