كشف رئيس الجمعية السعودية للسرطان، استشاري أمراض السرطان الدكتور عصام مرشد، أن العام الحالي سجل إصابة 13000 سعودي وسعودية بالسرطان، شاملا جميع أنواع السرطانات، مشيرا إلى أن هذا الرقم سيتضاعف خلال العشر سنوات المقبلة ليصل إلى 30 ألف مصاب حسب دراسة أجريت، لافتا إلى أن الاكتشاف المتأخر للسرطان لا ينحصر تأثيره في انخفاض فرص نجاح العلاج فقط بل ويتسبب في ارتفاع كلفة العلاج المباشرة وغير المباشرة، فتبلغ كلفة علاج مريضة سرطان الثدي في المرحلة المتأخرة أكثر من مليون ريال، في حين تقل الكلفة عن 200 ألف ريال في حال اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، و لو تم احتساب التكلفة غير المباشرة والمتمثلة في خسارة الطاقة الإنتاجية وساعات العمل لظهر عمق تأثير المرض على الاقتصاد الوطني. لافتا إلى تزايد الوعي المجتمعي العام حول أهمية الفحص المبكر للسرطان بشكل غير مسبوق في السنوات الخمس الأخيرة.
تأخر التشخيص
وأشار إلى أن نسبة السعوديات اللواتي يتم اكتشاف إصابتهن بالسرطان مبكرا تبلغ 56%، فيما تبلغ في الغرب 15% فقط، وتبلغ نسبة الشفاء من السرطان في الغرب 89% وتنخفض في المملكة إلى 64.9%، والسبب الرئيس في ذلك تأخر تشخيص السرطان في المملكة، فكثير من النساء يحجمن عن التقدم للفحص المبكر لسرطان الثدي لأسباب عدة، أولها الخوف من اكتشاف المرض ومايترتب على ذلك من تغير جذري في نمط الحياة كما قد تخاف السيدة من خسارة زوجها، وإن كان كثير من الأزواج يظهرون مساندة كاملة لزوجاتهم وقت المرض والعلاج، مضيفا أن بعض المفاهيم المغلوطة حول فحص الثدي بجهاز الماموجرام تجعل النساء في حالة تخوف من إجراء الفحصإ كالاعتقاد أنه يسبب السرطان بسبب الأشعة الصادرة منه أو الاعتقاد أن الفحص مؤلم جدا، أو ما يعتقده بعضهم أن إجراء الفحص يتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر. وعما إذا كان إجراء الفحص للسيدات اللواتي أجرين تكبيرا للثدي ممكن بذات الدقة للثدي الطبيعي أكد الدكتور مرشد»يمكن الاستعانة بعدد من طرق الفحص معا للوصول لفحص دقيق».
إخفاء المرض
ومن جانب آخر، أكد الدكتور مرشد أن أنظمة العمل في القطاعين الحكومي والخاص في المملكة تعامل مرضى السرطان كما تعامل مرضى الإنفلونزا، وكأنهم مصابون بمرض معدٍ سينتشر، لذا يخفي معظم مرضى السرطان من موظفي القطاع الخاص إصابتهم بالمرض عن أرباب عملهم خوفا من تعرضهم للفصل، كون نظام الإجازات المرضية سواء كانت مدفوعة أو غير مدفوعة يتساوى فيه المريض بالسرطان مع المريض بأي مرض آخر، و ينتهي الأمر بالمريض في القطاع الحكومي إلى أخذ إجازات دون راتب ثم بتقاعد مبكر في حين ينتهي الأمر بموظف القطاع الخاص للفصل غالبا، دون مراعاة لما يحتاجه مريض السرطان من خصوصية، كون علاجه يستغرق فترات طويلة، لافتا إلى أن أنظمة العمل في الدول المتقدمة تمنح مريض السرطان إجازة براتب كامل طوال مدة العلاج، وبعد العلاج بثلاثة أشهر تدفعها الدولة بالكامل إذا كان موظفا في القطاع الحكومي وتدفع الدولة النصف ورب العمل النصف الآخر إذا كان موظفا في القطاع الخاص.