جراحات التجميل تثير هوس كثيرين، خصوصاً من يرفضون شكلهم، ويعتبرونه قبيحاً، أو أولئك الراغبين في تقليد نجوم الفن والمشاهير، وهو ما يدفعهم إلى إجراء جراحات خطرة، قد لا يكونون في حاجة فعلية لها.
وتسهم وسائل التواصل الاجتماعي في رواج هذا النوع من العمليات، من خلال تصويره إجراءً طبياً خالياً من المضاعفات، إلا أن متحدثاً في المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية والتجميل، الذي اختتمت دورته الرابعة أخيراً في أبوظبي، أكد أن نحو 15% من المترددين على عيادات التجميل مرضى نفسيون، فيما أكد آخر أن أغلب عيادات التجميل تحولت إلى مراكز تجارية، وتُعامل مرضاها كزبائن.
وأكد أطباء مشاركون في المؤتمر ارتفاع عدد عمليات التجميل غير الجراحية، بنسبة تراوح بين 60% و70% في منطقة الخليج، خلال الفترة الأخيرة، بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار صور المشاهير عليها، مشيرين إلى أن «الاهتمام الأول لأطباء الجلدية في الإمارات أصبح تخصص التجميل».
وتفصيلاً، قال رئيس الجمعية الأوروبية لليزر رئيس منطقة الشرق الأوسط للأكاديمية العالمية للتجميل، الدكتور أشرف بدوي، في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر، إن جراحات التجميل أصبحت تشكل هوساً لكثير من المرضى، بسبب رغبتهم في تقليد ما يشاهدونه من صور للمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يدفعهم إلى إجراء جراحات تجميلية لا حاجة لهم بها قد تأتي بنتيجة عكسية.
وأضاف بدوي: «ارتفع عدد عمليات التجميل التي لا تتطلب تدخلاً جراحياً، في الفترة الأخيرة بنسبة تصل إلى ما بين 60 و70%، بسبب (السوشيال ميديا) والضغط المجتمعي، وحب التقليد والتغيير عند الشباب»، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك برامج توعية مجتمعية لتوضيح خطأ مفهوم الشكل المثالي، ووقف الانسياق الكامل والسير الأعمى وراء الظواهر.
ولفت إلى تقديرات أكدت أن نحو 15% من المترددين على عيادات التجميل مرضى نفسيون، مصابون بهاجس الخوف من الشكل السيئ أو القبيح، ويرون عيوباً في بشرتهم، أو خللاً في تناسق أجسادهم، أو غيرهما من مشكلات لا وجود حقيقياً لها، مؤكداً أهمية الدور الذي يلعبه الطبيب لتوضيح الأمر للمرضى وعدم الانسياق وراء طلباتهم.
وذكر استشاري الأمراض الجلدية رئيس الشرق الأوسط لبورد العالمي للتجميل رئيس المؤتمر، الدكتور خالد عثمان، أن ارتفاع الإقبال على التجميل بالطرق غير الجراحية، ناتج عن التقدم الطبي الكبير الذي يشهده هذا المجال، لافتاً إلى أن التوجه الأكبر حالياً لأطباء الجلدية نحو التجميل، نتيجة ما يوفره من دخل مالي للطبيب.
وقال إن المريض يبحث عن أفضل تدخل طبي بأعلى نسب أمان وأقل كلفة مالية ممكنة، وعلى الرغم من ذلك فقد تحولت بعض المراكز الطبية إلى تجارية، كما أنها تبالغ في بيع المنتجات الطبية الخاصة بالتجميل، ما يستلزم أن تكون هناك توعية إعلامية مجتمعية.
من جانبه، أرجع استشاري الأمراض الجلدية نائب رئيس المؤتمر، الدكتور ياسر الأسيوطي، الإقبال على أنواع معينة في مجال التجميل، مثل إزالة الشعر بالليزر، إلى ارتفاع نسبة أمانها وانخفاض كلفتها السنوية، مقارنة بكلفة إزالة الشعر بالطرق التقليدية، لافتاً إلى أن طرق التجميل غير الجراحية توفر للمريض خيارات أوسع وآمنة.
المصدر: الإمارات اليوم