وانتهت سنة 2011. يا لها من سنة مثيرة.. ستبقى أحداثها المهولة حديث أجيال مقبلة. إنها سنة الأحداث الكبرى في تاريخ العالم العربي المعاصر. وما حدث في 18 يوماً في ميدان التحرير وحده كان بمثابة «زلزال» غيّر المشهد كله. أذكر أن صديقي جمال الشحي قال يوماً إن السلام الوطني المصري إن أنشده شخص واحد هز كيانك،<فما بالك إن رددته جموع غفيرة. ذات جمعة من جمع ميدان التحرير الشهيرة، ردد ملايين المصريين النشيد الوطني المصري بلافتات اعتزاز وطني بمصر ومستقبلها. تذكرت كلام صديقي جمال وأنا أسرع لكتابة جملة من القلب على تويتر: لو لم أعش سوى هذا اليوم لكفاني! حماسنا للربيع العربي ليس حباً في الفوضى أو الخراب؛ إنه مثل تعلُّق الغريق بحبل النجاة. فمصر العملاقة لا يليق بها سوى الريادة، وميدان التحرير – في أيامه الـ18 الشهيرة – كان لنا بوابة للمستقبل. أعرف أن ما دمر على مر عقود لن يصلح بين يوم وليلة، ونعرف أن الطريق نحو مستقبل آمن شائك ومليء بكل أشكال المخاطر. لكنها مرحلة لابد لعالمنا من المرور بها سنة 2011 فجرت إحباطات الشارع العربي وتناقضاته. لكنها فتحت أعين كثير منا للمستقبل، وأرتنا حقائق في مجتمعنا العربي كانت مغيبة. لابد لنا من التعايش مع التنوع والتعدد- بكل أطيافه – داخل مجتمعنا العربي. ولابد للتنمية أن تكون على رأس الأولويات والاهتمامات. وفي زخم أحداث 2011، ثمة دروس كبيرة ومهمة لا مناص من قراءتها وتأملها، لكنها بكل المقاييس كانت سنة «الإثارة» الكبرى في تاريخنا المعاصر. وكانت وما زالت بوابة دخول العرب لعصر جديد وعهد جديد. لندعو الله أن تكون فاتحة الخير لأمتنا. نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق بتاريخ 1 يناير 2012