أرامكو في «العلاقات العامة»

آراء

كان عبدالله جمعة، رئيس أرامكو السابق، من المتحدثين الرئيسيين في مؤتمر العلاقات العامة الدولي الذي عقد للتوّ في دبي. ركز كثيراً على أهمية الصدق والمصداقية في عمل العلاقات العامة. وهو محق في نصيحته. فممارسات البعض في منطقتنا للعلاقات العامة تشكك أحياناً في عمل العلاقات العامة عموماً.

بعض الممارسات أساءت كثيراً لفكرة العلاقات العامة. كأن العلاقات العامة ليست إلا أكاذيب ومبالغات «لتحسين الصورة» أو لتجميل واقع مملوء بكل أشكال القبح والأخطاء. العلاقات العامة في أي مؤسسة معنية ببناء جسور حقيقية من التواصل مع وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع والمجتمع نفسه. لماذا تختزل أحياناً في كتابة البيانات الصحفية المنمقة وذات اللغة «الدعائية»؟ وعندما تسعى «العلاقات العامة» لبناء جسور مع الصحافة فإن المنتظر بناء جسور من الصدق والموضوعية، لكيلا يُضلل الناس حول أداء الأجهزة وحجم المنجز.

هناك فعلاً -من العاملين في هذا الحقل المهم- من يعتقد أن العلاقات العامة ليست سوى «لسان معسول» على حساب الحقائق والمهنية. إنها -كما في قصة أرامكو- معنية ببناء صورة ذهنية عن المؤسسة تعكس عملياً حقيقة المؤسسة. أرامكو تملك تجربة متميزة في عمل العلاقات العامة ذات المصداقية والمهنية العالية.

عبدالله جمعة نفسه كان في بداية حياته العملية موظفاً في قسم العلاقات العامة. ولهذا لم يكن غريباً أن يكون حديثه في المؤتمر الدولي للعلاقات العامة، حديث الخبير صاحب التجربة العملية والرؤية المهنية والأخلاقية لمهنة العلاقات العامة. نجوم تنظيم مؤتمرات العلاقات العامة في المنطقة (مثل هذا الأخير في دبي) هم غالباً من أرامكو، مع استثناء مميز هو الصديق سلطان البازعي.

هل نقترح أن تتولى أرامكو تدريب أقسام العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات الحكومية على مبادئ المهنية والمصداقية في عمل العلاقات العامة؟

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٠٣) صفحة (٣٦) بتاريخ (١٦-٠٣-٢٠١٢)