رجح خبراء مقيمون في باريس فوز ملف دبي باستضافة معرض «إكسبو الدولي 2020»، وذلك قبيل ساعات من الإعلان عن الدولة الفائزة باحتضان المعرض.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن الدول تصوت غالباً لاعتبارات محددة هي: قوة العلاقات السياسية والرؤية الاقتصادية، ومدى التقدم في البنية التحتية الذي تشهده الدول المرشحة، إضافة إلى التكتلات الجغرافية، لكنهم نبهوا إلى أن الدور الدبلوماسي قد يحدث المفاجأة خلال عملية التصويت.

ويحتدم التنافس بين أربع دول مرشحة لنيل شرف احتضان أحد أكثر المعارض الدولية أهمية في العالم، إذ اجتهدت كل من البرازيل وتركيا وروسيا والإمارات في تقديم ملف قوي خلال الجلسات المغلقة، التي نظمت، أمس، قبل يوم من بدء التصويت للدورة 154 للجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض في العاصمة الفرنسية باريس.

وقال الخبير الاقتصادي المغربي المقيم في باريس، كامل الساري: «لقد اطلعت على ملف دبي، وقد راعت فيه الإمارات جميع المؤهلات، كما اجتهدت في الترويج والإشهار لملفها، مستخدمة أسماء عالمية على غرار الملياردير بيل غيتس، لدعم ترشحها منذ أكثر من سنة»، واستطرد: «فضلاً عن ذلك، تتمتع دبي، كونها مدينة عالمية، باقتصاد قوي وتجهيزات متطورة في الاتصالات والمواصلات والخدمات، كما لا يمكن إغفال عامل الأمن والأمان، الذي يعد من أبرز سمات الإمارة».

وأضاف «مطار دبي، الذي يعد واحداً من أكبر مطارات العالم، ويشكل منطقة دولية عبور مهمة، يدعم رؤية الإمارة الاقتصادية، التي تعتمد على السياحة كأحد أهم أركانها».

وأوضح أن «دبي ركزت في ملفها على محاور عدة، أبرزها التواصل الإلكتروني والتغيير المناخي والتنمية المستدامة والحركية، والابتكار والإبداع، وكلها موضوعات يعبر عنها بوضوح الشعار الذي رفعته الإمارة في الترشيح (تواصل العقول.. وصنع المستقبل)، وهي أمور مهمة في عالمنا الذي يشهد ثورة رقمية».

وعن أهمية الدور السياسي والدبلوماسي وتأثير الموقع الجغرافي في اختيار دبي لاحتضان «إكسبو 2020»، أكد ساري: «المسألة السياسية والتقارب الإقليمي يؤثران في مجريات التصويت، لاسيما أمام التنافس الشديد، لكن العامل التقني والمقترحات الاقتصادية مهمة أيضاً، ففي نظري الإمارات تربطها علاقات سياسية وتجارية مهمة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة، والدول العربية والآسيوية والإفريقية، التي من الممكن أن تصوت لمصلحة ملف دبي، فيما تبقى حظوظ روسيا في المنطقة ضئيلة، لتوتر علاقتها بسبب إسقاطات الأزمة السورية على وجه التحديد، وكذلك الحال بالنسبة لتركيا التي تراجع دورها في المنطقة لتأزم علاقتها بعدد من دول الجوار، أما البرازيل فمن الممكن أن تصوت لمصلحتها دول أميركا اللاتينية، لكن نفوذها الأممي سيحد من فرصها».

ويذهب خبراء مشاركون في الجلسات المغلقة إلى أن الكثير من الدول الغربية عبرت عن رغبتها مسبقاً في ترشيح ملف دبي، في مقدمتها بريطانيا وإسبانيا واليونان.

وقال المدير السابق للمكتب الدولي للمعارض، السفير الدنماركي السابق بباريس، أوول فليبسون: «وصلنا إلى المرحلة النهائية لاختيار إحدى الدول التي تنافست في تقديم طموحاتها، وما تقدمه من فرص واستثناءات، فكل الدول بذلت ما في وسعها خلال الجلسات المغلقة لإقناع المصوتين، لذلك يجعلنا هذا أمام خيارات كبيرة، فيما قد يحدث الدور الدبلوماسي المفاجأة الكبرى خلال عملية التصويت، فمن جهتي، هناك ترحيب دولي لاحتضان الإمارات (إكسبو 2020)، فهي بلد عالمي الطابع، ولديها مقومات للتطور والابتكار، لكن لا يمكن إغفال أهمية روسيا وتركيا في الخريطة الجيوسياسية، فعامل الإيكولوجي والرؤية الاقتصادية المستقبلية، هما حلقة مهمة لاختيار البلد، ودبي حققت قفزة في المجال خلال السنوات الأخيرة».

وتسجل الدول العربية مساندتها لملف «إكسبو دبي» بقوة، وقال الدبلوماسي السعودي، عضو المكتب الدولي للمعارض، طه الشريف: «كل العرب يعوّلون على نجاح الإمارات في احتضان المعرض الدولي، ففوزها سيخدم منطقة الخليج، وأكثر من 20 دولة عربية عملت جميعاً جهدها لمساندة الإمارات».

وفي انتظار الإعلان عن نتائج التصويت، يبقى الدور الإقليمي والسياسي والرؤى الاستشرافية المستقبلية الرهان الأكبر في كسب الأصوات.

المصدر: فائزة مصطفى – باريس – الإمارات اليوم