أظهر التقرير الخاص بنتائج الاعتماد المدرسي المطبّق على المدارس الحكومية والخاصة في الإمارات لغاية العام الدراسي 2014-2015، والذي صدر مؤخراً عن وزارة التربية والتعليم، تمكن 497 مدرسة حكومية وخاصة من تحقيق مستوى الاعتماد، من بينها 136 مدرسة حكومية، حققت المستوى المتميز بنسبة 33 % من مجمل المدارس التي خضعت للتقييم والبالغ عددها 417، و252 مدرسة بنسبة 60 % من تحقيق المستوى الأساسي المطلوب، في حين لم تتمكن 29 مدرسة بنسبة 7 % من تحقيق الاعتماد من المرة الأولى للتقييم.
أما المدارس الخاصة، فقد حصلت 109 مدارس على الاعتماد من أصل 152، منها 16 مدرسة حصلت على مستوى «فعّال للغاية»، فيما لم تتمكن 43 مدرسة من تحقيق الاعتماد المدرسي.
6 مجالات للتقييم
ويتم تقييم المدارس ومستوى فاعليتها بناء على 6 مجالات تركيز هي أولاً القيادة المدرسية، وثانياً المدرسة والمجتمع، وثالثاً جودة البيئة التعليمية، ورابعاً جودة التعليم والتعلّم، وخامساً التطور الشخصي والاجتماعي للطلبة، وسادساً نتائج تحصيل الطلاب وتقدمهم.
وفي حين كان يفترض بإدارة الاعتماد الأكاديمي استكمال تقييم المدارس خلال العام الدراسي الحالي التي لم تحصل على الاعتماد، إلا أنه تمّ تأجيل الزيارات الميدانية للعام 2016-2017، وذلك لحين تدريب مديري المدارس على المعايير الجديدة ضمن إطار معايير الرقابة والتقييم.
وجاء في التقرير الذي حصلت «الاتحاد» على نسخة منه أن منطقة دبي التعليمية ضمت أكبر عدد من المدارس التي حققت المستوى المتميز من الاعتماد بواقع 35 مدرسة من أصل 78، تليها 31 مدرسة في رأس الخيمة من أصل 89، و18 مدرسة متميزة في المنطقة الشرقية من أصل 45، و18 في الفجيرة من أصل 62، و14 في الشارقة من أصل 82، و12 في عجمان من أصل 40، و10 في أم القيوين من أصل 22.
مستويات أداء عالية للمدارس الحكومية
وأشار التقرير إلى أن معظم المدارس الحكومية حققت مستويات أداء عالية بشكل كبير في مجالي التركيز الثاني (المدرسة كمجتمع) والخامس (التطور الشخصي للطلبة)، بينما كانت مستويات أدائها في مجال التركيز الرابع (جودة البيئة الصفية) منخفضة بالمقارنة مع المجالات الأخرى (مما شكل هذا الأمر تحدياً للمدارس والوزارة على حد سواء).
وحققت المدارس الحكومية من مختلف الحلقات الدراسية مستويات أداء متباينة، حيث كان متوسط أداء رياض الأطفال ومدارس التعليم الثانوي ومدارس الحلقة المشتركة أفضل من المستوى المتوسط، بينما كانت مستويات أداء مدارس الحلقة الأولى أدنى من المستوى المتوسط بشكل قليل، في حين كانت مستويات أداء مدارس الحلقة الثانية منخفضة بشكل لافت بالمقارنة مع المستوى المتوسط، والتي استحوذت على أعلى نسبة من الأحكام غير فعالة بنسبة 12 %، مقابل 4 % في كل من الحلقة الأولى والمدارس المشتركة، و3 % في رياض الأطفال.
تعلّم الطلاب
وأظهر التقرير تمكن العديد من المدارس من توفير مستوى جيد للتعليم لطلابها. إذ تشير نتائج العمليات التقييمية إلى تمكن الغالبية العظمى من المدارس الحكومية من تلبية المعايير الخاصة بالاعتماد، وهذا يدل على مدى تحسن نوعية أداء المدارس في دولة الإمارات خلال الآونة الأخيرة.
وتظهر النتائج أيضاً أن ربع المدارس الحكومية قد تمكنت من تحقيق أعلى مستوى من الاعتماد المتميز، وذلك بحصولها على المستوى الفعال للغاية في كل مجالات التركيز الستة.
فقد وجدت هذه المدارس في مختلف المناطق التعليمية، وكانت أيضاً من جميع الحلقات الدراسية، حيث يشير هذا المستوى المتميز للمدارس الموجودة على نطاق واسع إلى وجود أشخاص يتحلون بالكفاءات التربوية عبر أنحاء الدولة كافة.
وتمكنت أعداد كبيرة من المدارس الحكومية أي ما يقارب (43) مدرسة من تحقيق الاعتماد المتميز، وذلك لحصولها على المستوى الفعال للغاية في أربعة أو خمسة مجالات من مجالات التركيز الستة، بما في ذلك مجال التركيز الأول (القيادة المدرسية).
فقد تمكنت هذه المدارس المتميزة من تحقيق أهداف التعلم المدرجة في رؤية الإمارات لعام 2021، كما أنها تعتبر مصدر إلهام ونموذجاً يحتذى به من قبل كل المدارس الأخرى.
وأظهرت بعض هذه المدارس المتميزة إنجازات مبتكرة أثارت فرق التقييم، وذلك لتطبيقها معايير تتماشى مع المعايير الدولية المعمول بها في نظم التعليم المتقدمة. والجدير بالذكر أن هذه المدارس تعتبر نموذجاً للمدارس الرائدة الموجودة في دولة الإمارات، حيث تعد مدرسة الماسة التي تقع في إمارة الفجيرة مثالاً على ذلك الأمر.
التعليم والتعلّم:
الحلقة الأضعف يعتبر تحسين عملية التعليم والتعلم من أهم القضايا التي تواجهها المدارس الحكومية.
إذ تظهر نتائج التقييم بأن مستويات أداء المدارس الحكومية في مجال التركيز الرابع، والذي يقيس جودة عملية التعليم والتعلم عند الطلبة، كانت الأضعف على الإطلاق.
ويعدّ هذا الأمر من الأمور بالغة الأهمية التي يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار، وذلك لأن الطلبة يمضون نحو (80%) من وقتهم في الصفوف الدراسية، نتيجة لذلك فإن جودة التعليم من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على مستويات تحصيل الطلبة وعلى تقدمهم الدراسي.
القيادة
يعتبر المجال الخاص بالقيادة المدرسية من المجالات ذات الأولوية القصوى التي تساهم بتحسين المدارس الحكومية.
إذ تشير نتائج التقييمات بأن نحو ثلث المدارس الحكومية تمكنت من تحقيق المستوى الفعال للغاية في المجال الخاص بالقيادة المدرسية.
يعتبر هذا الأمر في غاية الأهمية، وذلك لأن نتائج التقييمات المدرسية تظهر بأن الجانب الخاص بالقيادة يعتبر من أقوى المؤشرات التي تؤثر على مستويات أداء المدرسة بشكل عام. أظهر العديد من مديري المدارس الحكومية والمعلمين مدى التزامهم بتحقيق التحسين، على الرغم من أن عمليات التقييم أظهرت عدم مقدرة جميع المدارس على تحقيق مستوى عالٍ.
لم يقتصر الأمر على ذلك، إذ لم تعكس عمليات التقييم الصورة الكلية لأداء المدارس، فقد أشارت الدلائل إلى مدى تحسين مستويات أداء المدارس الحكومية، فضلاً عن امتلاك معظم المدارس الموجودة عبر كل أرجاء الدولة قدرات مستقبلية كاملة في نظمهم التعليمية.
ومن ناحية أخرى، فقد تم العمل عند كتابة التقارير الخاصة بتقييم المدارس على إدراج نقاط القوة والمجالات التي تحتاج إلى تحسين.
كما أثارت القدرات الخاصة بالعديد من مديري المدارس والمعلمين، بالإضافة إلى تفانيهم في العمل، إعجاب الفرق التقييمية. كما تحرص المدارس على تقديم الدعم وتوفير برامج التدريب والتنمية المهنية اللازمة.
نماذج يحتذى بها
ولاحظ المقيمون في معظم المدارس وجود حالات فردية من المعلمين الذين يمثلون نماذج يحتذى بها من قبل المعلمين الآخرين، وذلك نتيجة امتلاكهم ممارسات تدريسية ذات مستويات فعالة للغاية.
حتى عندما لم تتمكن المدارس من تحقيق الاعتماد، فإنهم غالباً ما يظهرون إرادة قوية تحفزهم للعمل بصورة أفضل عما كانوا عليه في المرة السابقة.
المجتمع قوة المدرسة
يعتبر المعيار الخاص بالعلاقات الاجتماعية من عناصر القوة التي تميزت بها المدارس الحكومية، وذلك نتيجة تمكنهم من العمل بشكل جيد على تحقيق التنمية الشخصية والاجتماعية لطلبة، بالإضافة إلى تعزيز ولاءهم بثقافتهم وبلدهم. فقد حققت الغالبية العظمى من المدارس الحكومية أفضل مستويات الأداء في مجالي التركيز الثاني (المدرسة كمجتمع) والتركيز الخامس (التطور الشخصي للطلاب)، حيث تمكنت معظم المدارس الحكومية من تحقيق المستوى الفعال للغاية في كلا المجالين. وتم تشجيع أولياء الأمور على القيام بدور فعال في الحياة المدرسية، حيث لم يقتصر دورهم فقط على دعم العمل المدرسي إلا أنه امتد نحو قيامهم بدعم تعلم أبنائهم. واتسمت الأجواء السائدة في المدارس بالثقة والدعم، حيث تجلى ذلك الأمر بشكل واضح بطريقة التواصل الفائقة بين جميع أعضاء الفريق الإداري والهيئة التدريسية والطلبة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، بالإضافة إلى طريقة عملهم مع بعضهم البعض. وأظهر الطلبة بشكل مستمر مواقف إيجابية تجاه جميع جوانب الحياة المدرسية. قاموا بتوطيد علاقاتهم مع الأشخاص الكبار وزملائهم الطلبة من خلال احترامهم لرغباتهم ومراعاتهم لمشاعرهم. وامتلك الطلبة مستوى جيداً من المعرفة والفهم بالدين الإسلامي، كما أظهروا مقداراً كبيراً من التقدير للتقاليد والثقافة والهوية الوطنية والإنجازات الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وبناء على ذلك، فإن الغالبية العظمى من المدارس الحكومية تدعم الأهداف المجتمعية المدرجة برؤية الإمارات 2021.
أساليب غير مجدية
حصر تقرير الاعتماد المدرسي 6 أنواع من الأساليب التدريسية الشائعة في المدارس الحكومية، والتي حالت دون تحقيق نتائج جيدة في مجال التعليم والتعلّم. وعملت الوزارة على إرفاق عدد من التوصيات في التقارير المدرسية تتضمن الآليات الواجب اتباعها لتصحيح الأوضاع الحالية، والأهداف المتوقع تحقيقها من قبل كل مدرسة.
وتلك الأساليب هي: إتاحة عدد قليل من الفرص للطلبة للانخراط في التعلم النشط، وعدم التعرف على مجموعة احتياجات الطلبة وقدراتهم، والتقييم المستمر لتحديد مجالات التعلم الضعيفة عند التخطيط، والاستخدام غير الفعال لتكنولوجيا المعلومات باعتبارها أداة للتعليم والتعلم. وكذلك عدم امتلاك المتعلمين معرفة كافية إزاء مفهوم العمل الجماعي وكيفية تطبيقه، وهيمنة المعلم على التعلم.
المصدر: الإتحاد