داعية إسلامي من السعودية
غالبية وكالات الأنباء العالمية والصحف والإذاعات تهتم اليوم ،الثامن من مارس، باليوم الدولي للمرأة، وهو يوم وضعت له الأمم المتحدة تعريفا منشورا في موقعها، نصه: “اليوم الدولي للمرأة يوم للتأمل في التقدم المحرز، ويوم للدعوة إلى التغير، والاحتفال بشجاعة عوام النساء اللواتي اضطلعن بدور استثنائي في تاريخ بلادهن ومجتمعاتهن وما يبدينه من تصميم”.. موضوع هذا العام هو “حق المساواة تقدم للجميع”، والقصد من الموضوع أن المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة وتمتعها بكامل حقوق الإنسان، والقضاء على الفقر، هي أمور حاسمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأكيد على الدور الحيوي لها بوصفها عاملا مهما من عوامل التنمية.
يوم المرأة الدولي مناسبة تحتفل بها المجموعات النسائية في العالم، وبلاد عديدة تجعله يوما وطنيا، ويوما لاحتفال النساء من جميع القارات، وإن فصلت بينهن الحدود الوطنية والفروق العرقية واللغوية والثقافية والاقتصادية والسياسية، يستعرضن فيه تاريخ النضال من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية على امتداد تسعة عقود من الزمن تقريبا، ويوما يستذكر فيه النساء قصة المرأة العادية صانعة التاريخ، التي يعود أصلها إلى نضال المرأة على امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل.
أنا على يقين شبه تام أن مقالي لن يرضي كثيرا من الذكور، وخصوصا زملاء العلم الشرعي، وذلك لحيثيات كثيرة ومكررة، ومنها أن الدين الإسلامي عظم حقوق المرأة، وأنه سبق الأمم المتحدة في الاهتمام بحقوقها، وأن هذا المكتوب هنا تغريب واضح، و(لبرلة) مبطنة، وغير ذلك من دفوعات، لست هنا بصدد ردها بالمستوى نفسه من العنف، أو سوء الظن. ما يهمني هنا هو اغتنام الحدث العالمي الذي يتابعه العالم كله للتأكيد على أن الدين الإسلامي لا يعارض أبدا أي مناسبة يستفاد منها، وأن المتدين الواعي لا يمكنه إلا أن يتفاعل مع ما حوله، ومع من حوله، والخطأ مردود، وتصحيحه في غاية الأهمية، أما الإحجام فهو أمر غير مقبول.
بالمختصر المفيد، ودون تطويل، وليس دفاعا عن حقوق المرأة، فهي -المرأة- أولى بالمدافعة عن حقوقها، ولكنها كلمات تقدير لكل سيدة أحسنت في تبعلها لزوجها، وتربية أبنائها، ورفعت من شأن وطنها، وبذلت كل جهدها في مكان عملها، وقامت بالمساهمة الفاعلة في محاربة التخلف، وتنوير العقول، وتنقية القلوب من الأفكار السقيمة، والمعتقدات الفاسدة، وكل مسببات التطرف والانغلاق، ولم تقيد نفسها بالأوهام والمخاوف..
أختم ببعض المطالب المهمة لمن يريد أن يتناول قضايا المرأة، منوها قبل ذكرها بمدى التحسن الكبير والملموس في إبراز دورها المستحق، وعلى رأس هذه المطالب النظر إلى المرأة كإنسان بعيدا عن جنسها، ولبسها، وأن نتوقف عن استغلال قضاياها كدليل على الغيرة على الدين، وأن نفصل بين ما هو من الدين وما هو من باب التقاليد والعادات فيما يتعلق بالشؤون النسائية، وأن نعلم أن الشرع الحنيف ميز المرأة عن الرجل بانفرادات في التكاليف الشرعية، وما يتعلق بالقوامة والنفقة، وبعض حالات الإرث -“الأنثى ترث نصف الذكر في حالات تمثل 13. 33% من حالات الميراث، بينما ترث مثل الذكر أو أكثر منه في حالات تبلغ 86. 67% من حالات الميراث، أي أنها متميزة عن الرجل فيما يقرب من 90% من حالات الميراث”-، وساوى بين الجنسين في المسؤولية، والمثوبة، والعقوبة، كذا الحقوق المدنية والعامة.
المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=25386