بلغت قيمة مساهمات اليوم الثامن لحملة «سقيا الإمارات» 90.100 مليون درهم، بما يساهم في توفير مياه الشرب النظيفة لــ3.604 ملايين إنسان في الدول النامية، وبهذه النسبة تكون قد حققت 72% من هدفها.
ويأتي التفاعل الإنساني من قبل كافة أطياف المجتمع الإماراتي مع حملة «سقيا الإمارات» تجاوباً مع الحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» أول أيام شهر رمضان الكريم، لتوفير الحياة الكريمة ومياه الشرب الصالحة لخمسة ملايين إنسان في أماكن متفرقة حول العالم.
لا سيما وأن مشكلة ندرة المياه أصبحت كابوساً يهدد الكثير من الدول التي ضرب الجفاف أجزاءً واسعةً منها، حيث تشير الأرقام التي تنشرها باستمرار منظمات الصحة العالمية إلى أن في كل 21 ثانية يموت طفل بسبب مرض متصل بالمياه، وأن كل 9 آلاف و863 إنساناً يموتون يومياً بسبب العطش أو الأمراض الناجمة عن المياه.
مساهمات
وجاء في حصيلة الأفراد والمؤسسات التي تبرعت للحملة في ثامن أيامها، تبرع «الأحواض الجافة» بمبلغ 2.5 مليون درهم لتوفير مياه الشرب النظيفة لــ100 ألف إنسان حول العالم، كما تبرعت مجموعة «كانو» بمبلغ مليون درهم تساهم في توفير مياه الشرب النظيفة لـ40 ألف شخص في الدول النامية.
ونجحت الحملة حتى أمس في جمع مساهمات مالية تكفي لحفر 3.604 آبار لتأمين مياه الشرب النظيفة لأكثر المناطق عطشاً حول العالم، عن طريق حفر الآبار وتوفير المضخات وتزويد المناطق المحتاجة بأدوات تنقية المياه، وتلقى الحملة منذ اللحظة الأولى لإطلاقها تفاعلاً محلياً أكد على ان الإمارات بلد الخير والعطاء وقيادتها الرشيدة نموذج فريد للعطاء الإنساني العالمي، وشعبها العظيم بتفاعله السريع مع هذه الحملة يؤكد على معدنه الأصيل والقيم النبيلة التي تربى عليها، كما لاقت الحملة ترحيباً إقليمياً وعالمياً واسعاً.
وأشادت بها كبريات الصحف وعبرت عن امتنانها لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وعن الدور المؤثر الذي يقوم به في شتى جوانب العمل الخيري والإنساني وعن فخرها بدولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعبًا. وثمنت وسائل الإعلام دور الإمارات التي أمست بحق عاصمة للإنسانية وطاقة أمل ينهل منها كل فقير ومحتاج.
موقف إنساني
وشهدت حملة «سقيا الإمارات» عملا إنسانيا مؤثرا من طفلة إماراتية بعمر الثلاث سنوات، حيث تبرعت بمبلغ 500 ألف درهم بما يساهم في توفير مياه الشرب النظيفة لـ20 ألف إنسان في الدول النامية.
ولم يكن للطفلة الإماراتية هند محمد راشد بن غدير ذات الثلاث سنوات، أن تقف مكتوفة الأيدي وهي تسمع يومياً عن حملة «سقيا الإمارات» وتشاهد صوراً ومقاطع مصورة لأطفال تقطعت بهم سبل العيش وحرموا من أفضل نعمه «الماء» الصالح للشرب، فقررت ان تضع بصمتها لمساعدة من تشاركهم برعم الطفولة ولو بقطرة ماء، حيث تبرعت بمباركة أسرتها بمبلغ 500 ألف درهم لصالح الحملة، ولسان حالها يقول لا يكفي مصروف جيبي لأروي عطش من قست عليهم ظروفهم وحرمتهم من أقل ما يمكن أن يحيا به الإنسان.
عطاء
الموقف الإنساني الذي تقدمت به هند، يؤكد أن قيم الخير والعطاء متأصلة في نفوس أجيال الإمارات وأبنائها، الذين ساروا على نهج المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب ثراه، وترسموا خطاه في تلمس أوضاع المستضعفين والسعي في قضاء حوائج الآخرين، كما يؤكد على مدى أهمية دور الأسرة في تعزيز قيم البذل والعطاء واستشعار مشاعر المحتاجين، وتنشئة الأبناء على عمل الخير وتشجيعهم للمشاركة في أي مشروع أو مبادرة تخدم المحتاجين حول العالم.
مبادرات
والمشاركة التي سجلتها هند محمد راشد بن غدير، مع حملة سقيا الإمارات، ليست الأولى من نوعها، فأطفال الإمارات هم دائماً السباقون للمشاركة في كافة الحملات والمبادرات الإنسانية التي تطلقها الدولة، وفي بعض الأحيان يشكلون الدافع الأول لأسرهم ليساهموا بالتبرعات، وهذا دليل على أن الإمارات اختطت نهجاً متميزاً وأسلوباً منفرداً في تعزيز أوجه العمل الخيري والإنساني، وفتحت الأبواب على مصراعيها أمام الجميع للإسهام والمشاركة الفاعلة في تحقيق التطلعات الإنسانية.
مساهمة
وتتنقل اليوم الطفلة هند بين أقرانها وأفراد عائلتها، وهي تعرض عليهم صورا تكشف معاناة المحتاجين لمياه الشرب، وتتحدث إليهم بكل براءة وفي جعبتها معلومات هامة عن نقص المياه في الدول النامية وفقدان الأطفال حقهم في العيش الكريم جراء حاجتهم لمياه الشرب النظيفة، وقد استقت جميع معلوماتها تلك من عشرات الأسئلة التي توجهت بها لوالديها، واثقة انه بامكان الجميع صنع الفارق ومشاركتها العمل الإنساني، لتأمين قطرة ماء نظيفة تغير حياة الكثيرين.
إنقاذ ملايين البشر
تأتي مبادرة سقيا الإمارات في ظل تزايد مشكلة ندرة المياه في أماكن متفرقة حول العالم خلال العقود الأخيرة، ما سبب الكثير من المشكلات التي هددت حياة ملايين البشر الأمر الذي ينذر بتفاقم الوضع بشكل خطير حال عدم تحرك الدول والهيئات الدولية المعنية لوضع خطط واستراتيجيات عاجلة تقدم حلولاً جذرية في المناطق المهددة.
المصدر: البيان