أعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن النتائج الأولية لاستفتاء إقليم كردستان العراق، أمس، نجاح عملية الاستفتاء حيث أيد الأكراد عملية الانفصال، وبلغ عدد المصوتين بـ«نعم» 92%، ونحو 7% صوتوا بـ«لا». وفيما قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن حكومته ستفرض حكم العراق على كل مناطق الإقليم بـ«قوة الدستور»، مؤكداً حظر الرحلات الجوية في مطارات كردستان، ذكرت وزارة الدفاع العراقية أن وفداً عسكرياً رفيع المستوى توجه إلى طهران «لتنسيق الجهود والتعاون العسكري».
وفي التفاصيل، قال مسؤولون من المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان خلال مؤتمر صحافي في أربيل، عاصمة الإقليم، إن 92.73% من ثلاثة ملايين و305 آلاف و925 شخصاً، صوتوا بـ«نعم» في الاستفتاء الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 72.16%.
وأشادت المفوضية «بانتصار ونجاح» عملية التصويت، وأضافت أن العملية الانتخابية جرت من دون أي خروقات أو أعمال عنف امنية، وشهد بذلك المراقبون والمحللون.
وقالت اللجنة إن «أربعة ملايين و581 ألفاً و255 شخصاً كان لهم حق التصويت في الاستفتاء الذي نظم في المحافظات الخمس: أربيل، السليمانية، دهوك، كركوك، وحلبجة، بالإضافة إلى المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة إقليم كردستان».
وأضافت أن «تم استبعاد 170 ألفاً و611 صوتاً». وأوضحت، أن «40 ألفاً و11 صوتاً احتسبت كأصوات باطلة، إلى جانب 9368 ورقة بيضاء».
وجرى التصويت في الاستفتاء الذي أجرته السلطات الكردية في شمال العراق، في ظل ضغوط مارستها بغداد وتهديدات من تركيا وإيران، وتحذيرات دولية من أن الخطوة الكردية من شأنها أن تشعل المزيد من الصراعات في المنطقة.
وعلى خلفية استفتاء انفصال الإقليم، طالب البرلمان العراقي، أمس، في جلسة استثنائية، بمحاكمة المسؤولين عن تنظيم الاستفتاء الذي جرى الاثنين الماضي، وعلى رأسهم رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، كما طالب الحكومة بإبلاغ سفراء الدول بضرورة غلق ممثلياتها وقنصلياتها في كردستان.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ألقى كلمة أمام البرلمان في وقت سابق، الأربعاء، أكد فيها أن الحكومة العراقية ستفرض حكم السلطة الاتحادية بقوة القانون والدستور في إقليم كردستان. ودعا إلى إلغاء نتائج الاستفتاء على الاستقلال كشرط للدخول في حوار لحل المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد.
وصرح «لابد من إلغاء الاستفتاء، والدخول بحوار تحت سقف الدستور لن نتحاور حول نتائج الاستفتاء مطلقاً». ودعا رئيس الوزراء العراقي القوات الكردية للانسحاب من المناطق المتنازع عليها، في إشارة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط.
وجدد الإشارة إلى قرار منع الرحلات الجوية من مطاري أربيل والسليمانية بدءاً من عصر الجمعة المقبل.
وكانت صفحة العبادي الرسمية في موقع «فيس بوك» نشرت تعليقاً في وقت سابق أمس، جاء فيه «قيادات إقليم كردستان لم تستمع لنصائح الجميع ولتحذيرات دول العالم بعدم إجراء الاستفتاء». وتابع التعليق «ونحن حذرنا وأوصلنا رسائل ونصائح إلى المسؤولين الكرد بأن المجتمع الدولي ليس مع الاستفتاء لكنهم أخطأوا بإجرائه خطأ استراتيجياً وتاريخياً».
إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع العراقية أن وفداً عسكرياً رفيع المستوى توجه إلى طهران «لتنسيق الجهود والتعاون العسكري»، في خطوة تبدو أنها ضمن ردود فعل بغداد
وكان البرلمان العراقي أقر الاثنين يوم إجراء الاستفتاء سلسلة عقوبات ضد أربيل، شملت إغلاق جميع المنافذ البرية مع الإقليم، ونشر قوات في مناطق النزاع مع الأكراد، ومنع شركات النفط من العمل في الإقليم.
هذا وأكد رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أول من أمس، أن أغلب سكان إقليم كردستان العراق صوتوا بـ«نعم» على استفتاء الانفصال.
ودعا في كلمة له عن استفتاء كردستان، حكومة بغداد إلى احترام قرار الشعب الكردي وإرادته، وعدم اللجوء إلى لغة الوعيد والتهديد والتصريحات العصبية، في إشارة إلى ما أعلنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن إمهال كردستان العراق ثلاثة أيام لتسليم المطارات والمنافذ الحدودية للإقليم لتفادي حظر جوي دولي، مؤكداً أن الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان حق دستوري يكفله دستور 2005، حسب قوله.
المصدر: الإمارات اليوم