«هذه القهوة.. مرة!»

الثلاثاء ٢٦ أبريل ٢٠١٦

كنّتُ صغيراً على القهوة.. لكنْ.. ذاتَ مرةْ.. ذقتُ فنجانَ أبي.. قلتُ: أبي هذه القهوةُ مُرّةْ.. يا أبي باللهِ سُكّرْ.. قال دعها لستَ مجبرْ.. قال جدي باسماً: مازال طفلاً.. وأخي الأصغرُ.. يرمى غمزةً نحوي ويسخرْ.. وأنا من خجلي.. أصبحتُ أصغرْ.. بالطبع فأجواء القهوة في قصيدة صالح الحربي الشهيرة هي تلك القهوة التي «كنا» نعرفها، ولكنها الآن ارتبطت بعدد من الرحلات البرية التي نحاول فيها تأكيد ملكية ما نحمله من «دي إن إيه»، أو لأننا نحس فعلاً بأن صورة الدلة والجمر أسفلها والخلفية الرملية المميزة تلك، وألوان الجلسة العربية تكون أجمل عند وضعها على «إنستغرام» فقط ليس إلا! وأمّا الحقيقة فهي أن المزاج لا «يتقند» إلا بكؤوس تحمل أسماء لم يسمع بها الأجداد، بدءاً من «الإكسبريسو»، وليس انتهاء بـ«الموكاتشينو»! أنت تعرف كيف تقيّم الشخص بالطبع حين تسأله ما الذي تحب أن تشربه؟! فإن قال: قهَّوة بفتح وتشديد الهاء وضعته في القائمة السوداء، على عكس ذلك الراقي الذي يقول لك، «لايت موهاتشينو وذ لتل كريم أند كليفليوم»، تحس بأنك تحسده على الجدول الدوري الذي ينطقه بلا أخطاء! كان فنجانُ أبي في المنتصفْ.. رفع الفنجانَ هوناً وارتشفْ.. رشفةً أولى.. وأخرى في شغفْ.. الأمر ليس له علاقة بالموروث فقط، ولكنها صورة السعادة الحقيقية التي يطمح إليها كل «شارب» وكل «نديم»، فالصورة النمطية للسعادة لم يعد…

«من أجلك يا سارة..!!»

الخميس ٣١ مارس ٢٠١٦

حتى لحظة كتابة هذه المقالة لايزال خاطف الطائرة المصرية يتفاوض مع الجهات المعنية، من أجل حل مشكلته العاطفية رافعاً شعار: «من أجلك يا سارة.. هاخطف الطيارة».. أعتقد أنك ربما لحظة قراءتك للصحيفة.. ستكون الأزمة قد انتهت.. إما بعودة سارة إلى طليقها، الذي أقدم على هذه الخطوة الحمقاء، ليقضيا ما تبقى من عمر في زيارات خاطفة، تحت نظام الخلوة الشرعية، الذي تهيئه سجون قبرص للخاطفين.. أو ربما ستنظر سارة بعين العقل التي تقول إنه إذا كان قد اختطف طائرة بركابها وأطفالها وطاقمها، أو بالتعبير العربي الغريب «بقضها وقضيضها» لجذب انتباهها إلى حبه.. فما الذي يمكن ان يفعله، لو أنه قرر ذات يوم جذب انتباه العالم، لأنه يحب «اللعبة الحلوة» على سبيل المثال..! سيناريو مرعب آخر..! على أنني وبكل صراحة لا أستطيع إخفاء تعاطفي مع الخاطف!.. الحب وما أدراك ما الحب!.. أن تكون بعيدة عنك! ذلك الجنون الشرقي حينما تفكر في أنها ربما تتناول الطعام مع غيرك.. تلك الثقة المهزوزة التي تجعلك تراقب كل ما تفعله في عالميها الحقيقي والافتراضي!.. تلك الحسرات كلما رن هاتفك.. وتنظر إلى الشاشة لترى اسم «حسون مطابخ» بدلاً من اسمها.. تحاول أن تخادع القدر.. فتضع لها رنة خاصة.. لا تسمعها أبداً..! .. هل لنا ذنب في الطبيعة التي خلقنا عليها؟!.. نحن متطرفون في كل شيء!.. متطرفون حينما…