د. فادي دقناش
د. فادي دقناش
أستاذ جامعي، كاتب وباحث في علم الاجتماع

التنوير في فكر الشيخ عبدالله بن بيه

الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:     خطاب العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، ثرٌ، حُر، كما البحر، خيره غَمْر، بَرّه هَمْر. فهو جامع مانع في حقول الأصول ومفازات الفِقه والمقاصد، فضلاً عن الحكمة التي تهدي العقول إلى الصواب، وتملأ القلوب بمعقول السكينة والطمأنينة. كلما اقتربت منه أكثر؛ ساءك أنك تباطأت، فما أتيت أبكر. وإذا ما حاولت الغوص في عُبابه تفاجأت بخفايا لُبابه. ولذلك يصح القول: إن خطاب الشيخ الجليل فضاء أزهر، أنور. بستان معارف حافل باللطائف العقلانية والقطائف العرفانية، ويمكن أن حيلنا إلى فلسفة إنسانية كونية متكاملة؛ لأنها تتركز بشكل أساس على ما يمكن أن نسميها منزلقات الحداثة أو مشكلات الإنسان المعاصر في الشرق كما في الغرب؛ وإنْ بدا الخطاب في عناوينه العامة، وكأنه ينتمي إلى خصوصية أو يخاطب هوية ثقافية بعينها، هي الثقافة العربية والإسلامية عموماً، وتجديد الخطاب الإسلامي المعاصر خصوصاً. ولكن البُعد الإنساني الكوني على مستوى التفكير أو الأشكلة الفلسفية في الخطاب لا يطمس الخصوصية الثقافية، ولا يلغي مشكلاتها بأي حال من الأحوال، وإنما ينهض بها إلى المقامات المحمودة، أي يرتقي بها إلى جوهر "خير أمة أخرجت للناس"، أي خير الناس للناس، حسب تأويل علماء المسلمين السابقين. ذلك لأن الإبداع بكل صوره الخلاقة يرتقي بالإنسان إلى مستوى الإنسانية المقدرة له، كما يُفترض أن تكون في الفطرة، أو كما يجب…