سيد علي العوامي.. يعمل لمصلحة الجميع 1343 – 1422هـ/ 1924 – 2002م
شاركت مكتبة الملك فهد الوطنية بمعرض للكتاب أقامه مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف صيف عام 1416هـ/ 1996م، وكُلفت بتمثيل المكتبة، والتسجيل مع بعض علمائها ضمن برنامج (التاريخ الشفوي)، فوجدت العوامي بالمعرض بشكل شبه دائم، وله نشاط ملحوظ، مما شجعني على طلب التسجيل معه، وخصوصاً بعد أن سمعت بنشاطه الاجتماعي التطوعي. دعاني لطعام الغداء بمنزله، وتم الحديث، وعندما عرف أن القصد من التسجيل حفظه بالمكتبة كمرجع للباحثين مستقبلاً رحّب، وكان التسجيل منتصف شهر صفر 1426هـ. بدأ يروي طفولته وبداية تعليمه الذي لم يكتمل - إذ إنه يقول ويكتب أنه لا يحمل أي شهادة مدرسية -، فعندما بلغ السادسة من عمره أدخله والده لدى كتّاب المعلم السيد محمد، درس عنده القرآن ومبادئ القراءة والكتابة والخط، ولم تكن المدارس الرسمية وقتها معروفة، مما حمله بعد ختمه القرآن على الالتحاق بكتّاب أعلى مستوى وأكثر تطوراً وأوسع مجالاً في مواد الدراسة، هو كتّاب آل البريكي، الذي يديره الأخوان الشيخ محمد صالح وأخوه ميرزا حسين البريكي؛ إذ سبق لهما أن درسا قواعد اللغة العربية نحو - تصريف - بلاغة (معاني وبيان)، كما درسا قسطاً من العلوم الدينية ومقدماتها مما يدرسه طلاب العلم الديني، كالمنطق، وأصول الفقه، والفقه، وكان هذا الكُتّاب يعتبر كُتّاباً متميزاً في وقته؛ فدرس الحساب والإملاء وتحسين الخط، إلا أن والده طلب من المعلم ميرزا…