د. محمد البشاري
د. محمد البشاري
محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي وقد اختير من ضمن 50 شخصية إسلامية الأكثر تأثيرًا في العالم

في الحاجة لتفكيك «الرسالة المقدسة»

الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠٢٢

انشغلت العديد من الجهات العلمية والبحثية المهمة في احتضان بذور الفلسفة الدينية، سعياً منها للوصول لثمار أكثر قرباً من الينع، في الموضوعات والزوايا الحرجة التي تتضمنها. من بين هذه الجهات: جامعة نوتردام في «إنديانا» بالولايات المُتحدة الأميركية، وجامعة «يل». وفي بريطانيا جامعة أكسفورد، وكلية كينجز لندن، اللتان تحظيان بديمومة طرح «كرسي أكاديمي» يختص بدراسة فلسفة الدِّين. فهل سيُتَبَعُ في دراستها إلزامية «الخطوط الحمراء» التي لا يجوز تجاوزها؟ وكيف يمكن تحديد نطاق قائم بأساسه على إطلاق العنان، وكيف يمكن تأطير أهم الموضوعات في سياقها؟ فلسفة الدين تقدم خطاباً عقلانياً باحثاً في مضمار ماهية الدين، سيما أنه يعبر عن اهتمام بالغ للوصول لسدة الإدراك المتعلق بطبيعة الدين من حيث إيجاد آخر نقاط امتداده على تضاريس ملامح الحياة المتنوعة، بل إنه يتعدى ذلك وصولاً لإلماحات «الميتافيزيقيا»، ومن ذلك يحاول «القلم الفلسفي» رسم خطوط عريضة تجيب الإنسان عن تساؤلاته حول امتداد الدين (بين الدنيا والآخرة)، ومصدر الدين، طارحةً قضايا الوجود الإلهي، وأفعاله المتصرفة في الأرض، وبراهين ذلك، وصفات الخالق، ودلالات الألوهية في الأديان على اختلافها، بالإضافة لطبيعة علاقة الإنسان بالله، مشيرةً إلى تقاطعاته أو انسجاماته مع طبيعة الحياة البشرية، وثوابت الدين ومتغيراته. ويعد الاتجاه الفلسفي الديني المنصب على وظيفته في تفسير التساؤلات المحيطة بـ«الإله»، إحدى أبرز القضايا التي لم تأبه بفحوى الدين ذاته، بقدر…

إمارات الحكمة وسلام أفريقيا

الإثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٨

الإمارات داعمة لتحقيق السلام في أية بقعة في العالم.. عنوان عريض مثّل خلاصة الرؤية التي يؤمن بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتي تتجسد في رؤية دولة الإمارات للعلاقة مع كافة دول العالم. علاقة ترى رأي العين في السياسات التي تتبعها دولة الحكمة والخير في التعاطي مع كل قضايا الأمة، قضاياها التاريخية العالقة، بل وأزماتها الراهنة والمستجدة، بل وتمتد كذلك لجذور الأمن القومي العربي في أفريقيا. ولعل ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من رعاية هادئة وبلا ضجيج لحلحلة الأزمة التاريخية بين الجارتين إثيوبيا وإرتيريا، والتي امتدت لأكثر من عشرين عاماً، لتمثل أنموذجاً يدرس في الدبلوماسية العالمية. القرن الأفريقي يمثل عمقاً استراتيجياً للأمن القومي العربي، بل ولا نبالغ إذا قلنا إن كل أفريقيا تمثل أمناً قومياً عربياً وإسلامياً، خاصة أن الأزمات المختلفة فضحت بشكل مباشر التدخلات الغربية وغيرها في القارة السمراء مع غياب التأثير العربي المباشر، ربما منذ عهد الستينيات أي ما بعد استقلال معظم الدول الأفريقية. مع مطلع الاستقلال، وتحديداً في شهر يناير 1961 انعقد، بإيعاز من المغرب، مؤتمر القمة الأفريقية بالدار البيضاء برئاسة الملك الراحل محمد الخامس، الذي واكب انعقاد مؤتمر دول القارة السمراء بمشاركة غينيا وغانا ومصر ومالي وليبيا، ووفد من «جبهة التحرير الجزائرية»، حيث تم وضع (ميثاق أفريقيا المحررة). نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في…