محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

أبوظبي.. حكومة التميّز

آراء

كان يمكن أن تمر مناسبة إكمال حكومة أبوظبي خمسين عاماً على تأسيسها وعلى تنظيم العمل الحكومي في أبوظبي مرور الكرام، ويواصل الجميع أعمالهم وينجزوا مهامهم، إلا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي أبى إلا أن تكون هذه المناسبة ذات أهمية وذات قيمة، فاستقبل في مجلسه نائب رئيس المجلس التنفيذي سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، وأعضاء المجلس التنفيذي، وعدداً من موظفي الحكومة المحلية، ولم ينس منظمو هذا اللقاء أن يدعوا الرعيل الأول من قدامى موظفي حكومة أبوظبي ممن خدموا في الحكومة لسنوات طويلة وجاء وقت راحتهم.

رمزية هذا اللقاء تكمن في اهتمام القائد بمن يعملون معه، وتقديره لأدائهم وإنجازهم، وهذا ليس بالغريب على قيادتنا، وهذا ما جعل العمل الحكومي في دولة الإمارات متميزاً ومتقدماً عن كثير من دول العالم، بل وأصبحت المؤسسات الحكومية تتنافس على الإبداع والابتكار والأداء الخلاق وتقديم أفضل الخدمات للمتعاملين، وهذا ما يؤكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه المسؤولين الحكوميين، فرضى المواطنين وسعادتهم هدف لابد من تحقيقه.

تتميز حكومة أبوظبي منذ إنشائها بأنها تعمل دائماً على تجديد نفسها أولاً بأول من خلال تجديد قوانينها وأنظمتها وتجديد هيكلها التنظيمي، وكذلك تجديد الدماء فيها، لذا كانت رؤية أبوظبي 2030 حاضرة منذ سنوات والخطط موضوعة بشكل واضح، وعلى الرغم من كل التحديات والمتغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية العالمية والإقليمية تتأقلم حكومة أبوظبي مع الأوضاع المختلفة وتتعامل معها بشكل يثير إعجاب الجميع، وهذا يرجع لرؤية القيادة وقوة التأسيس، فعندما أسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أول حكومة في أبوظبي أطلق عليها «مجلس التخطيط لإمارة أبوظبي» فقد كان التخطيط هو أساس عمل الحكومة منذ اليوم الأول، ومازال هو الأساس، وتأتي «خطة أبوظبي» لتؤكد هذا النهج، لذا أصبحت حكومة أبوظبي من الحكومات التي تتبوأ مراكز متقدمة في العالم.

وقد أصبح للعمل الحكومي فلسفة أخرى وأدوات جديدة تعتمد على التميز في الإنجاز والابتكار في خدمة المتعاملين، لذا فإن العبء على مسؤولي الحكومة أصبح أكبر، والعمل أكثر، لأن التطلعات كبيرة والأحلام لا حدود لها.

وفي هذه المناسبة لابد من كلمة شكر نقولها لمن يستحقها من الرعيل الأول من موظفي الحكومة الذين كان لهم فضل التأسيس والبناء، والشكر أيضاً لصغار الموظفين ممن يؤدون أعمالهم بصمت، ولا نعرف عنهم شيئاً، لكننا نعرف أنه من دونهم لا يمكن أن يتحقق أي شيء.

المصدر: الإتحاد