أصدقاؤك كثر؟

آراء

تظن أن أصدقاءك كثر؟ وتتباهى أحياناً بعلاقاتك وكثرة معارفك؟ مسكين! ستكتشف كم أنت تخدع نفسك حينما تمر بظرف طارئ عاجل مزعج من ذلك الذي يستدعي “الاتصال بصديق”! وعندها ستتذكر ذلك المقطع الشهير: ولكنهم في النائبات قليل! أحياناً يخدعنا “معسول الكلام”، وكثيراً ما تتهاوى علينا الوعود من كل الاتجاهات، ويتبرع أحدهم كل مرة تراه بعرض سخي: أي خدمة؟ لا يردك إلا لسانك؟ في خاطرك شيء؟ ثم يُضاف لها تلك الجملة الساحرة: تُراك أخ عزيز.

ثم تأتي تلك اللحظة الحرجة التي حينها -فقط- تكتشف كم أنت طيب وساذج و”على نياتك”!
تتصل بهم واحداً تلو الآخر فلا تقوى على “الإمساك” بأيهم كما لو كنت تركض خلف سراب. ومع ذلك أنصحك بعنوان الكتاب الشهير: “لا تحزن”! فمن سنة لأخرى نحتاج للحظة -صدمة- يقظة تعيدنا إلى قواعدنا سالمين فلا نصدق كل الوعود ولا نطير في العجّة حينما نستمع لمعسول اللسان يعرض الفزعة والخدمات و”لا يردك إلا لسانك”.

إنهم يتطايرون في اللحظة التي تفكر فيها بالاتصال بأحدهم، ويختفون في الوقت الذي تتمنى ولو رؤيتهم، ويصعب عليك أن تجد أذناً واحدة على الأقل تستمع لفضفضتك وتخفف -بالكلام- من حيرتك.

أحياناً كل الذي تبحث عنه نصيحة صادقة، لا شيء أكثر من ذلك، لا سلفة أو فزعة عند مسؤول أو واسطة خير بين صديق وصديق. ثم تأتيك المفاجأة السارة من حيث لم تنتظر. فقد يكون آخر إنسان -في “غثاء السيل” المحيط بك- توقعته حاضراً وقت الأزمة هو أقرب الناس لك وأصدقهم في وقفته معك. حينها اشكر الله أن أعانك على رؤية من حولك!

المصدر: صحيفة الشرق