أما آن!

آراء

تكتظ كتب التاريخ بمئات الروايات والأحداث المختلفة والمتناقضة، حيث إن كتابة التاريخ أو محوه تعتمد جانباً واحداً وهو جانب (المنتصر) دائماً الذي بيده كل المقاليد ونحن نشاهدها حتى في وقتنا الحاضر بالرغم من الادعاء الزائف بما يسمونه (الديموقراطية)، وادعاء الحرية المنقوصة دائماً وخصوصاً في العالم (الثالث) المليء بالشعارات الزائفة والمكذوبة.

(ما علينا) فالتاريخ خبرٌ يحتمل التصديق أو التكذيب هكذا أفهمه بشكل خاص.

الذي أعجبني فيما يلي الحبكة القصصية التي تمثل في وقتنا الحاضر القصة المكتملة بشروطها الفنية حيث التسلسل الدرامي والخاتمة المؤلمة والمذهلة والكبرياء الطاغي لهذه المرأة التي لم تتنازل عن كبريائها وأنفتها المزروعة بداخلها:

الرواية معروفة اطلع عليها القاصي والداني

وهي مطاردة (الحجاج بن يوسف) لعبدالله بن الزبير أيام (بني أمية) وقد أهدر دمه، وحينها إن صدقت الرواية لجأ إلى أمه (أسماء بنت أبي بكر) فشعرت بالألم لهربه وهو من هو في الحرب والسلم.

شعرت بالمهانة وقالت لابنها: وهل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟؟

حركت كلمات والدته الشجن لديه وضخت في دمه شجاعة غريبة وجديدة.

فخرج وقتل وصلب ومُثّل به وهذا الجانب البشع في كل الحروب قديماً وحديثاً.

وظل الحجاج يترقب اعتذارها ليكتمل انتصاره. لكنها أبت ذلك ورفضت الفكرة من أساسها..

وبعد فترة مرت أمام جثة ابنها المصلوب

وتحسست بأصابعها جثته وصدرت منها صرخة موجعةً قائلة مقولتها المشهورة :أما آن لهذا الفارس أن يترجل.

وقد ذهبت مثالاً ساطعاً على الكبرياء والعنفوان.

وسلامتكم.

المصدر: الرياض