اغتيال السفير يدشن تقارباً جديداً وحرباً عالمية على الإرهاب

أخبار

بقدر ما ثارت المخاوف من أن اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة، سيفجر الحرب العالمية مثل ما حدث عام 1914 عند اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند، إلا أنه على العكس تماماً سيمثل الحادث فرصة لتقارب أكثر بين روسيا وتركيا، وسيشعل حربا عالمية على الإرهاب.. بهذه الكلمات افتتح محرر الشؤون الدولية جوليان بورجر في صحيفة «الغارديان» تحليله، وهو يشير إلى تحرك أردوغان وبوتين لاحتواء الحادث والحيلولة دون تضرر علاقات البلدين.

وقال محللون دبلوماسيون إن الحادث لن يؤثر في الاتفاق المبرم بين الطرفين والذي يسمح لكل منهما بمتابعة تحقيق أهداف حربه في سوريا، والذي كفل لتركيا التوغل في شمال سوريا دون أضعاف الحصار على حلب من قبل القوات الروسية وقوات حليفها بشار الأسد، بعد موافقة موسكو على طموحات أنقرة بالتوسع والاستيلاء على بلدة الباب وعرقلة توطيد سلطة الأكراد السوريين.

وقال أرون شتاين، وهو زميل بارز في مركز أبحاث مجلس الأطلسي «روسيا وتركيا كل منهما لديه حافزه لإدارة هذه الأزمة. الإجلاء القسري من حلب مع المجهود الحربي الروسي، في حين أن تركيا حصلت على موافقة روسيا على جهودها في»الباب» الذي يهدف لوقف التوسع الكردي»، وأضاف «أن الاغتيال من المرجح أن يجعل العلاقات الثنائية غير متكافئة مما هي عليه، روسيا كانت دائما اليد العليا. ولكن هذا يجعلها أكثر من مجرد قوية فقط بل أقوى».

وقال سنان اولجن الدبلوماسي التركي السابق في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي على عكس حادثة إسقاط الطائرة الروسية «هذه المرة، ليس هناك رغبة من الجانبين للتصعيد بل العكس، هذا الهجوم محاولة لإفشال التقارب المستمر بين أنقرة وموسكو» وهو ما اتفق معه امكسيم سوشكوف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الروسية الدولي، وزاد بأن المقارنة باشتعال الحرب العالمية الأولى وهذا الحادث معدومة وقال «ستكون حرب عالمية على الإرهاب في سوريا».

وقال أندريه باكنوف، نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس، خلال الحرب العالمية الثانية، بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عدلت مفاهيمها الأيدلوجية للتعاون مع الاتحاد السوفييتي، لمقاومة الفاشية وقال: «نحن ممتنون لمشاعر التضامن ولكننا نريد إجراءات معينة لإثبات الجدية والواجب الأخلاقي أن نغزو الإرهاب كما غزونا الفاشية وهزمناها من قبل. وأضاف «على العكس من ذلك، الساسة الغربيون يشرعون عقوبات ضد روسيا. هل هذه هي روح الحق للتعاون مع حلفائكم؟».

وبالرغم من أن موقف البلدين كان على طرفي نقيض من الصراع السوري، حيث ظلت الاتهامات تلاحق أنقرة بأنها تدعم معارضي بشار الأسد، بينما قال هنري باركي، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد وودرو ويلسون في واشنطن أن الحادث الأخير أتى في أسوأ وقت لأردوغان الذي كان يتفاوض مع بوتين حول سوريا من موقف الند وقال «الآن، سوف يجد نفسه مع الروس، في موقع ضعف أكثر من أي وقت مضى ويمكن للمرء أن يكون على يقين من أن بوتين سوف (يحلب) منه بقدر ما يستطيع وراء الأبواب المغلقة وسوف يدفع أردوغان الثمن الذي يريده منه بوتين».

ويرى الكاتب بورجر أن الحادث سيقود تركيا للابتعاد عن أوروبا والولايات المتحدة، رغم أنه كان ليس من السهل على أنقرة تكوين صداقات جديدة لتحل محل حلفائها القدامى، بينما قال نيكولاس بيرنز، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي إن اغتيال السفير الروسي اندريه كارلوف سيجعل علاقة الولايات المتحدة مع تركيا أكثر صعوبة، وقال بيرنز الذي خدم في عهد بوش ل قناة «MSNBC»: اعتاد الأتراك على مدى عقود النظر والاتكاء على الولايات المتحدة كقيادة وفقدان تركيا في هذا الوقت ليس في صالحنا خاصة، وأننا فقدنا تأثيرنا في الشرق الأوسط بعد سنوات أوباما الثمانية الذي جعل روسيا «القوة الحيوية».

واعتبر اغتيال السفير «تطور مروع»، خاصة وأن تركيا منقسمة بشدة ويتواصل تقسيمها بأخذ أردوغان البلاد «في اتجاه أكثر إسلامية، لكنه يعارض داعش، وهي نقطة التقاء جيدة لترامب قبل أن يدعوه للإسراع بالاتصال بأردوغان قبل فقدان تركيا.

المصدر: الخليج