علياء الهذلول
علياء الهذلول
تهتم و تعمل في مجال الطاقة المتجددة والبيئة في بروكسل/ بلجيكا. بالاضافة الى البيئة تهتم بالسلام بين الأديان و الثقافات و لن يكون ذلك مستحيلا إذا تحققت الإرادة و العدالة.

السيدة بنز

آراء

قررت اليوم التحدث عن سيدة غيرت أسلوب حياتنا. وقفات قصيرة عن حياتها وأترك للقارئ الفضولي البحث في الانترنت للتعرف أكثر على هذه السيدة.

بيرتا بينز زوجة كارل بنز مخترع السيارات ذات المحرك الوقودي (البنزين) يمكن أن يُطلق عليها بامتياز “أم السيارات”.

حين تزوجت بيرتا بكارل، كان زوجها دائما يحدثها عن فكرة مشروعه horseless carriage أو التنقل دون أحصنة. وبالفعل استطاع المهندس بنز من ابتكار سيارة ذات محرك يعتمد على البنزين كوقود. لكن اختراعه لم يحظى بالدعم الكاف من الناحية المالية خاصة من شريكه الذي كان الممول الأساسي مما سبب له الإحباط وبدأ الشك يراوده من الفائدة المرجوة من اختراعه.

الحدس الأنثوي لبيرتا جعلها تؤمن أن عبقرية زوجها يمكن أن تغير وجه البشرية. لذلك قامت باستلاف المال من والدها لشراء حصة شريك زوجها ولمساعدته في تطوير ابتكاره. وبالفعل استطاع كارل بنز الانتهاء من تصميم سيارته.

رغم بهارة الاختراع إلا أن أحدا لم يشتر سيارته. صحيح ان اختراعه أثار الفضول، إلا أن استعمال البنزين في ذلك الوقت كان محصورا على الصيدليات إذ كانت تبيعه كمنظف. وكذلك السلطات المحلية لم تقتنع بأن سيارة كارل بنز يمكن أن تستخدم كوسيلة للتنقل. مع تكابل الهموم على كارل، قرر أن يتوقف عن مواصلة حلمه ومشروعه.

لم يدخل اليأس قلب بيرتا. وفي 5 اغسطس 1888 تركت زوجها محبطا في المنزل وأخذت السيارة دون أن تستشيره أو ان تطلب إذنا من السلطات لقيادة هذا الاختراع وذلك لزيارة والدتها التي تسكن على بعد 106 كيلومتر.

أولى التحديات التي واجهت بيرتا تكمن في تعبئة خزان السيارة بالبنزين. فخزان الوقود يكفي لقطع مسافة 19 كم. لذلك اخذت بعين الاعتبار المرور بالصيدليات لتعبئة البنزين.

استطاعت بيرتا الوصول لمنزل والدتها. هذه الرحلة كانت أفضل دعاية لهذه السيارة. كل من شاهد هذا الاختراع يسير على الطريق، انتابه الخوف أحيانا والفضول لكن لم يقف أحدا دون أن يحرك فيه هذا الاختراع مشاعره. وأصبحت مارتا بنز أول شخص في العالم يقود سيارة لقطع مسافة ليست بالقصيرة.

جرأة بيرتا لقيادة السيارة ساهم بشكل كبير وفعال لتطوير السيارة إذ بعد هذه الرحلة اقتنع الجميع بفائدة هذا الاختراع وأصبحت شركة بنز الشركة التي نعرفها اليوم.

ويرى البعض أنه لو طبقت القوانين الألمانية الحالية في مجال التجارة في ذلك الوقت، لوثقت شهادة الابتكار لكارل ومارتا بنز.

وفي النهاية، أرى أن من يعتقد من الرجال أنه أولى بقيادة السيارة وخاصة من ماركة بنز، فأذكره بأن عليه أن يشكر السيدة بيرتا بنز لتسهيل أمور حياته.

المصدر: صحيفة الشرق