مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

الطائفية حين تشعل عمداً

آراء

أول الكلام أني أمقت الطائفية وأعدها مصدر كوارث على العالم الإسلامي منذ اشتعلت ذات يوم، ولي أصدقاء ومعارف من مختلف الطوائف ومن أديان غير الإسلام أيضاً، ولدي قناعة بأن الطائفية بدأت على شكل حزب سياسي غير معلن من قبل الفرس المسلمين ثم تمذهبت فظهرت طائفة أولى معارضة للحكم الأموي ليشهد التاريخ مذهبين فقط آنذاك. وتلت ذلك انقسامات طائفية في أحدهما حتى ظهرت الملل الأخرى، وكل ملة تفلسف أمور الدين بطريقتها لتثبت صوابها حتى صارت الأمة إلى ما هي عليه اليوم.

وبعد، قال الاصطخري في المسالك والممالك: “وأما ديار مضر فإن الرقة أكبر ما فيها من المدن، والرقة والرافقة مدينتان متلاصقتان، وفي كل واحدة منهما مسجد جامع، وهما على شرقي الفرات كثيرتا الأشجار والمياه في مستوى الأرض، خصيبتان، وفي غربي الفرات بين الرقة وبالس أرض صفين، وبها قبر عمار بن ياسر رضي الله عنه”.

وإلى جانب قبر عمار بن ياسر رضي الله عنه تضم مدينة الرقة السورية أيضاً قبر الصحابي وابصة بن معبد الأسدي رضي الله عنه، وقبر التابعي أويس القرني رضي الله عنه، وقبل عقدين من الزمن أهدى النظام السوري بحركة طائفية مفضوحة الموقع الذي دفن فيه عمار وأويس للحكومة الإيرانية لإقامة مركز ثقافي وديني ترعاه إيران، فالحوزة في “قم” على ما يبدو جعلت منهما شيعيين قبل ظهور الشيعة لمجرد حضورهما “صفين”، وسهل لها النظام السوري ذلك في انحياز طائفي رفضه أهل المدينة حينها لكنهم خضعوا خشية البطش. وما كان من الثوار وأهل المدينة وكلهم من “السنة” بعد سقوط النظام في المدينة إلا أن أطلقوا على المركز اسم “أكاديمية الفاروق عمر بن الخطاب للدراسات الإسلامية” كنوع من رد الاعتبار وإغاظة إيران والنظام.

وبرغم أن هذا التصرف يثير الطائفية أكثر إلا أن النظام يريد تكريس الطائفية بسلوكياته، ومن هنا فإن تصرف الأهالي جاء كرد فعل على تصرفات طائفية سكتوا عليها زمنا.

يؤكد سعي النظام لتكريس الطائفية سابقاً، وإشعالها اليوم ما يتحدث به حزب الله اللبناني عن دخول قواته إلى سورية لحماية المقامات الشيعية مثل مقام السيدة زينب في دمشق وغيره، وهذه نقطة أخرى تستدعي التوقف، فهل السيدة زينب تخص الشيعة وحدهم؟ وهل أربعة عشر قرنا لم يمس خلالها مقام السيدة زينب لا تكفي النظام لمعرفة أن المسلمين يحترمون المقام ليأتي بحزب الله ليقتل الشعب بحجة حمايته؟

باختصار، النظام السوري يريد إشعال الطائفية لتمرير أحد سيناريوهاته برعاية قوى دولية إذا ضاق الخناق عليه أكثر.

المصدر: الوطن أون لاين